يقدم الكاتب الصحفي عبد الله إبراهيم الكعيد تفسيراً لمشهد انقذاف جسدي مفحطين من سيارة كامري عقب تدهورها وتفككها، في حادث الدائري الغربي بالرياض يوم الجمعة الماضي, فيما يدعو كتاب صحفيون إلى استخدام نظام "ساهر" في مواجهة ظاهرة التفحيط، مشيرين إلى العديد من العوامل التي ساهمت في انتشار الظاهرة، منها: غياب الثقافة المرورية وضعف الرقابة سواء من قبل الآباء أو إدارات المرور على المفحطين، وطالب البعض بإنشاء ناد خاص للمفحطين يمارسون فيه هوايتهم، مجهز بكل إجراءات السلامة. في صحيفة "الرياض" يقدم الكاتب الصحفي عبد الله إبراهيم الكعيد "آليّة الانقذاف من داخل العربة"، ويقول الكاتب: إن "ما يُطلق عليه (الصالون) عبارة عن هيكل حديدي مستطيل الشكل في الغالب. في حال اصطدام هذا الهيكل أُفقياً بجسم ثابت كالسيارات المتوقفة أو أعمدة الإضاءة والصبّات، فالذي يحدث أن يندفع السائق والركاب للأمام بسبب الجاذبية العكسية فيرتطمون بأجزاء السيارة من الداخل وبالتالي تحدث الإصابات من كسور وتمزّق للأعضاء الداخلية والخارجية جرّاء هذا الارتطام. يُلاحظ في مثل هذه الحوادث وجود ما يُشبه القُبتين في الزجاج الأمامي وهذا نتيجة طبيعيّة لارتطام رأس السائق والراكب الأمامي. لكم أن تتخيلوا بعد هذا شكل إصابات الوجه والجُمجمة التي تحمي الدماغ بعد هذا الارتطام"، ويضيف الكاتب: "في حالة تدهور السيارة وانقلابها لأي سبب وفي الغالب انفجار أحد إطاراتها وخروجها عن مسارها (الصلب) أي الأسفلت إلى أرض هشة أو مختلفة المنسوب فالذي يحدث غالباً وليس في كل الحالات أن تفقد توازنها، فإذا كانت السرعة فارطة فلا مناص من الانقلاب. حين ترتفع السيارة في لحظة الانقلاب وترتطم على الأرض فإن أول ما يحدث هو تخلخل الهيكل وبالتالي انفتاح الأبواب. في حالة عدم ربط السائق أو الركاب لحزام الأمان فإنهم سوف يجولون داخل الصندوق قبل أن ينقذفوا خارجه. الذي يحصل بعد هذا أن يقع هيكل السيارة أثناء انقلابها اللولبي لتهرس أجساد المتطايرين من داخلها. كل من شاهد (الكليب) المنشور لا بد وأنه شاهد كيف تطايرت الأجساد". وعن أسباب انتشار ظاهرة التفحيط، يؤكد الكاتب الصحفي عبداللطيف الملحم على دور الأسرة خاصة الأب ويقول: "أنا لا أعلم أين الأسرة من أبنائها؟ كيف يستطيع الأب أن يشتري سيارة بمئات الآلاف ولكنه لا يستطيع أن يقول لابنه ما هي الوظيفة الحقيقية للسيارة؟ وكيف يستطيع الأب أن يقبل أن يعطي ابنه سيارة ولكنه لا يستطيع أن يقول لابنه إنه سيسحب منه مفتاح السيارة إذا تمت مخالفته؟ ألا يستطيع الأب أن يرى عداد الكيلومترات في السيارة ليعرف كم قطعت السيارة من مسافة في يوم أو أسبوع؟ أليس بإمكان الأب أن ينظر إلى خطوط السلامة الموجودة في الإطارات ليعرف لماذا اختفت وتغير لونها؟. فهذه أول إشارة إلى أن الإطارات تم تسريعها بطريقة غير طبيعية. وإذا طاح الفاس في الرأس, نلوم المدرسة ومطبات الشارع ولا نلوم أنفسنا!"، وللحد من الظاهرة يطالب الملحم بزيادة الرقابة المرورية واستخدام نظام "ساهر" ويقول: "لماذا برنامج ساهر لا يكون به قسم آخر سري يصور لوحات المفحط؟ ومن ثم تتم معاقبته عقوبة رادعة لا ينساها. فقد أصبحنا الآن الوحيدين الذين نرى سيارات المرور والشرطة مرابطة أمام المدارس الثانوية وكأننا في مناوبة البحث عن مجرم خطير.. المرور لا بد أن يتحرك. ولا بد أن يكون في الميدان. لماذا لا نرى سيارات المرور بالشكل الذي كنا نراه من قبل". أيضاً يؤكد الكاتب الصحفي د. عبدالعزيز جار الله الجار الله في صحيفة "الجزيرة" على دور "ساهر" والمرور ويقول: "أين ساهر وإدارة المرور.. إدارة المرور احتفلت بساهر دون أن تقدم برامج التوعية فالمرور لا يملك حتى الآن محطة فضائية للتوعية والإرشاد ولا يقدم برامج تلفزيونية للمحافظة على الأرواح حتى الحوادث الشنيعة والأكثر خطورة لا يعرضها في نشرات الأخبار كما يتم من عرض لحوادث السير في دول العالم. المرور لا يقدم نشرات دورية عن الحوادث وعن المواقع الأكثر ازدحاماً وخطراً في الشوارع, وليس لديه برامج إذاعية وقناة على الإنترنت تعرف بالحوادث وتوجه وترشد.. المرور لا يؤدي دوره الإرشادي, ويعالج مسارات الطرق ويراقب الشوارع وسلامتها المرورية, المرور تحول إلى جاب وزع كاميرات ساهر على الإشارات, وتحول إلى صندوق جباية للتحصيل وأهمل الشوارع على طريقة سيأتيني خراجك وبالمقابل الأرواح تزهق على الطرق السريعة وداخل الشوارع الداخلية وبمشهد درامي كما شهدناه في الدائري الغربي". ويطرح الكاتب الصحفي صالح الشيحي في صحيفة "الوطن" خيارين، إما إنشاء ناد للمفحطين أو قانون بعقوبات صارمة ويقول: "إن كنا جادين في الحلول أن نقيمها على العقل بعيداً عن العاطفة.. إما أن يتم إنشاء ناد خاص للمفحطين.. وهو الحل الذي لجأ إليه الأشقاء في الإمارات.. بحيث يقوم الشاب بممارسة جنونه ومغامراته بعيداً عن الناس.. أو نفعل كغيرنا من الدول المتقدمة فنضرب بيد القانون ولا نرحم.. أما ذلك الذي سيعارض لغة الحزم والشدة، حتماً ستتغير قناعاته حينما يصبح ابنه خبراً صحفياً تتناقله الصحف يوماً ما".