قال مسؤول في الأممالمتحدة لرويترز اليوم الثلاثاء: إن رئيس ساحل العاج لوران غباغبو لم يستسلم بعد، ولكنه أفاد بأنه سيفعل، وطلب حماية من الأممالمتحدة. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه أن غباغبو "لم يستسلم، ولكنه أعرب عن رغبته في الاستسلام وطلب حماية الأممالمتحدة". وأشار إلى أن المفاوضات متواصلة مع جماعة غباغبو في أبيدجان. وكان الناطق باسم الرئيس "المنتخَب" لساحل العاج، الحسن واتارا، الذي يحظى باعتراف دولي، قال ليل الاثنين: إن قواته تحاصر المقرّ الرئاسي لغريمه الرئيس "المنتهية ولايته"، لوران غباغبو. وجزم باتريك آشي بأن غباغبو لا يزال يتحصَّن داخل القصر الرئاسية، وسيجري اعتقاله، منوِّهاً: "لا نرى ما يمنع استسلامه"، مُشيراً إلى أن الحكومة الجديدة ستعمل على تقديمه للمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية. ولم يتسنّ التأكّد بصورة منفصلة عن مزاعم آشي، من بينها أن محطة تلفزيونية موالية لغباغبو جرى تدميرها. وتشنّ قوات الحسن واتارا هجوماً عنيفاً على قوات غباغبو؛ للسيطرة على البلاد بعض رفض غباغبو التنحّي عن السلطة. وإلى ذلك وصل الأمين العام المساعد لحقوق الإنسان، إيفان سيمونفيتش، إلى ساحل العاج؛ لتقييم الوضع المتدهور في البلاد على خلفية المواجهات الدموية العنيفة القائمة بين الطرفين التي يتحمّل المدنيون عبئها. ويأتي وصول سيمونفيتش إلى أبيدجان وسط تقارير تفيد بارتكاب مجازر وغيرها من الفظائع ضد المدنيين في غرب البلاد، وِفق ما نشرت الأممالمتحدة بموقعها الإلكتروني. وكانت مروحيات تابعة للأمم المتحدة قد فتحت نيرانها على معسكرات تابعة لغباغبو، الاثنين، لمنع المليشيات التابعة له من استخدام أسلحة ثقيلة ضد المدنيين وقوات حفظ السلام الدولية. وحذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الاثنين من تردّي الأوضاع بشكل مأساوي أثناء المواجهات الضارية بين الطرفين. وأكَّد رئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، آلان لوروا، أن القوة الدولية تتبنّى موقفاً حيادياً من النزاع، إلا أنها تحرَّكت مؤخراً بعد تعرُّضها، ولثلاث أيام متتالية لنيران قوات غباغبو ما أسفر عن إصابة أربعة من عناصر قوات حفظ السلام بجراح خطيرة. والاثنين حثّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما غباغبو على احترام إرادة مواطنيه و"الكفّ عن المطالبة بالرئاسة. وتشهد ساحل العاج أزمة سياسية طاحنة، بعدما أعلن غباغبو تمسُّكه بالسلطة، وسط تقارير دولية تشير إلى أن واتارا هو الرئيس المنتخَب للدولة الأفريقية، بعد فوزه بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر الماضي. وبدأت الحرب الأهلية في ساحل العاج تدخل مرحلة حاسمة ومراحلها النهائية، وذلك باقتراب قوات واتارا من مرحلة خلع الرئيس السابق، الذي رفض التخلّي عن السلطة عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وكان مجلس الأمن الدولي قد وافق بالإجماع الأربعاء، على فرض عقوبات على الرئيس المنتهية ولايته وزوجته ومرافقيه، ومنح المجلس قوات حفظ السلام الدولية في ساحل العاج سلطات أكبر لحماية المدنيين، فيما واصلت قوات موالية للرئيس المنتخب تقدُّمها، واحتلت أجزاء كبيرة من العاصمة الإيفوارية.