اشتكى أهالي قرى وادي أرن، في الجزء الغربي من محافظة مهد الذهب بمنطقة المدينةالمنورة، من معاناتهم مع الطريق الرئيسي الذي يربطهم بالمدينةالمنورة والطائف ومكة، مشيرين إلى أنه يصنَّف من أسوأ الطرق وأخطرها في المنطقة؛ بسبب ضيقه وافتقاده مساحات جانبية على طول امتداده، إضافة إلى أنه يمر عبر الكثير من الأودية التي نُفِّذ لها عبارات وجسور عالية للغاية، لكنها بلا سياج حديدي. وتحدث السكان ل"سبق" بأن هناك العشرات من الحفريات والتشققات الخطرة في وسط الطريق، التي تسببت في وقوع الكثير من الحوادث الخطرة والمميتة، مشيرين إلى أنهم حاولوا جاهدين تشكيل فريق عمل تطوعي لردم تلك الحُفَر وإصلاح التشققات على حسابهم الخاص. وقال المواطنون إن تلك القرى تعاني أيضاً تدني مستوى الصحة؛ فلا يوجد بها سوى مركزين صحيَّيْن، أحدهما تبرع مواطن بإنشائه، وتسلمته وزارة الصحة بعد إفراغ الصك لصالحهم، وتم إقراره والأمر ببدء العمل به بقرار من وزير الصحة في عام 1429 ه، إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يتم افتتاحه. وأضافوا بأن الآخر هو "مركز صحي الصلحانية للرعاية الأولية"، وهو الوحيد الذي يعمل ويقدم خدماته لسكان تلك القرى، لكنه يعاني رداءة المبنى المستأجَر والمتهالك، كما أنه لا يستطيع أن يتعامل مع الحالات الطارئة؛ لعدم وجود قِسْم طوارئ، على الرغم من أن المركز يستقبل حالات خطرة بسبب حوادث الطريق، كما أنه يفتقر لخدمات طبيبة للنساء والولادة، وكذلك الصيدلي، إضافة إلى أن مختبره بدائي للغاية، مع وجود سيارة إسعاف واحدة لا تستطيع أن تنقل إلا مريضاً واحداً، وفي حالة وصول حالتَيْن للمركز في وقت واحد فإن إحداهما تُنقل لمستشفى المهد العام بسيارة عادية. وأوضح السكان أن أقرب مستشفى للمنطقة يقع في محافظة المهد، وهو مستشفى المهد العام، الذي يبعد نحو 100 كلم. وذكر المواطنون أن قرى وادي أرن تعاني كذلك عدم وجود مركز للدفاع المدني، وآخر للهلال الأحمر، على الرغم من أن أقرب نقطة للدفاع المدني أو الهلال الأحمر تبعد عن المنطقة نحو 100 كلم. كذلك شكوا من أن موزعي المواد الغذائية من "العمالة الوافدة"، التي تنقل المواد الغذائية في سيارات مكشوفة معرَّضة لأشعة الشمس المباشرة والأتربة، بما فيها اللحوم المجمَّدة التي - بلا شك - تفسد، خاصة مع حرارة الجو في الأوقات الحالية. وتتألف قرى وادي أرن من عشرات القرى والهجر، ويسكنها آلاف المواطنين والمقيمين. وتُعتبر قرى وادي أرن منطقة مهمة في زراعة وإنتاج التمور؛ حيث إنها تغذي سنوياً حلقات التمور بالمدينةالمنورةوجدة والطائف بآلاف الأطنان.