طالبت ثلاث شقيقات نزيلات بدار الرعاية الاجتماعية بعسير، بضمهن لوالدتهن التي تسكن بالدمام، مؤكدات أن معاناتهن لم تتوقف بدخولهن الدار، فيما حاولت وسطاهن الانتحار أمس بسبب حالتها النفسية التي تزايدت بعد مرورها مع أختيها بإشكاليات عنف أسري تم على إثره إحالة ثلاثتهن إلى الدار قبل خمسة أشهر بتوجيه من أمير منطقة عسير، فيما أُحيلت الوسطى اليوم إلى مستشفى الصحة النفسية؛ لتتلقى العلاج اللازم بعد محاولتها الانتحار. وأكد الناطق الإعلامي لصحة عسير، سعيد النقير، أنه جرى إحضار المريضة إلى طوارئ مستشفى عسير عن طريق الشرطة من دار الرعاية، بعد أن تناولت بعض الأدوية، وقام الأطباء بفحصها وعمل الإجراءات الطبية اللازمة لها، قبل أن يجري تحويلها إلى مستشفى الصحة النفسية بأبها لاستكمال علاجها.
كما أوضح المشرف على هيئة حقوق الإنسان، الدكتور هادي اليامي، أن ملف قضية الأخوات الثلاث أُحيل إلى الإمارة، فيما تمت مخاطبة مقام الإمارة الأسبوع الماضي لبحث الحلول المناسبة تمشياً مع توجيه أمير المنطقة، والذي وجّه بتشكيل لجنة لحل مشكلتهن.
ووصفت الأخوات الثلاث ل"سبق" معاناتهن بأنها مريرة، وامتدت لسنوات طويلة، وقالت الأخت الكبرى: "لقد عشنا المعاناة منذ أن كنا صغيرات لا تزيد أعمارنا على سبع سنوات، وبدأت المشكلة بعد طلاق أمنا، وتعرضنا للتعذيب على يد والدنا وزوجته، وتم نشر قضيتنا في الصحف المحلية".
وأضافت: "قبل خمسة أشهر طلبنا الإيواء في دار الرعاية الاجتماعية، ولكن بعد أن دخلنا الدار، وعلى الرغم من متابعة لجنة من إمارة منطقة عسير، حُرمنا من الدراسة ومن الخروج، وعشنا في سجن آخر حُرمنا فيه من الاحتكاك بالمجتمع".
وتابعت الفتاة: "كانت لجنة من الإمارة قد وجهت الدار بأن نحصل على التعليم، وألا نحرم من الاندماج مع المجتمع، لكن مُنعنا من الدراسة والخروج، ومنعت الزيارة عنا!".
وأضافت: "أختي الوسطى شربت كمية من الحبوب، وتم نقلها إلى المستشفى وهي في حالة سيئة، فأختي كانت تطلب رؤية أمي، وهي في حالة نفسية سيئة، ولعدم الاستجابة لرغبتها شربت الحبوب".
وقالت: "إننا نطالب بأن نعيش مع أمنا، وهي تعيش في الدمام، وموافقة على استقبالنا والعيش معنا، ولذلك فإننا نناشد سمو أمير المنطقة والجهات المختصة بتشكيل لجنة لضمنا لأمنا لنعيش معها؛ فحياتنا لم تتوقف مرارتها منذ أن عرفنا هذه الدنيا".