اعتبر القطري محمد بن همام الذي أوقفته لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي مدى الحياة أول من أمس لدفعه رشاوى خلال حملته لانتخابات رئاسة الفيفا، أن الأخيرة لم تملك أيّ دليل حسي لتبرير قرارها، ووصف رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر ب"الدكتاتور". وكتب ابن همام في مدوّنته على موقعه الرسمي: "أنا متأكّد أنه لا يوجد أي دليل بإعطائي الأموال للبعض كي يصوّتوا لي، ليس لدي أي شيء أخفيه وآمل ألا يختبىء الاتحاد الدولي وراء السرية في هذه القضية". وأضاف ابن همام (62 عاماً) في رسالة تحت عنوان "بيان إلى وسائل الإعلام" وقال: "لقد قيل إني لم أمثل أمام لجنة الأخلاق، القضية ليست كذلك، لقد مثلت أمامهم قبل الإعلان عن التدابير المؤقتة، وأجبت على جميع تساؤلاتهم". وتابع: "لقد قيل أيضاً إني لم أقدّم بيانات حساباتي المصرفية، رفضت تقديمها لحساسية هذه الوثائق والتسريب المستمر للمعلومات السرية إلى وسائل الإعلام من قبل مسؤولي فيفا، ومع ذلك وخلال جلسة الاستماع كشفت عن حساباتي المصرفية للجنة الأخلاق، ومنحتهم فرصة النظر إلى المعلومات التي طلبوها". وأضاف ابن همام أن فريقي القانوني ذهب أبعد من ذلك، ووافق على تقديم نسخة لأي عضو في لجنة الأخلاق، يضمن ويكون مسؤولاً عن سرية هذه الوثائق، لكن أي عضو من لجنة الأخلاق لم يتحمل هذه المسؤولية". وكان ابن همام أعلن "الحرب" على رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر ووعد بتبرئة اسمه بعد إيقافه، وردّ على قرار وقفه بسخرية من خلال إبراز رسالة تلقّاها في تاريخ الثامن من يونيو عام 2008 من بلاتر يشكره فيها على الدعم الكبير الذي قدّمه له ابن همام خلال انتخابات الاتحاد الدولي عام 1998 بعدها بأربع سنوات. وجاء في الرسالة التي يتوجّه فيها بلاتر إلى ابن همام بعبارة "أخي العزيز" ونشرها الأخير على مدونته الرسمية، بالإضافة إلى جملة يقول فيها بلاتر أيضاً: "من دون جهودك أخي محمد، كل ما حقّقته خلال فترة حكمي على مدى 10 أعوام لم يكن ليتحقّق". وأضاف ابن همام في أسفل الرسالة عبارة "أنها المعركة، وليست الحرب"، في إشارة إلى أنه يحمل بلاتر مسؤولية وقفه متوعِّداً إياه بأن الحرب لم تُحسم بعد. وكان ابن همام ترشّح لرئاسة الاتحاد الدولي في مارس الماضي، لكنه اضطر إلى الانسحاب في 29 مايو الماضي بعد اتهامه بدفع رشاوى إلى اتحادات منتمية إلى منطقة الكونكاكاف خلال زيارة قام بها إلى ترينيداد وتوباغو يومي 10 و11 مايو، بيد أن ابن همام وبعد قرار وقفه صرّح لوكالة فرانس برس بأنه سيستأنف قرار وقفه وقال: "بالطبع سأستانف قرار وقفي الذي أعتبره مجحفاً؛ لأنني واثق من براءتي". وكان ابن همام شنّ حملة عنيفة على لجنة الأخلاق قبل يومين واتهمها بالتحيز وبأنها اتخذت القرار بوقفه مدى الحياة مسبقاً وقال: "على الرغم من هذه المحاولات التي شوّهت اسمي لدى الرأي العام، فإني لن أدع شكوكي الشخصية تحول دون ذهابي إلى النهاية لكي أثبت براءتي، وانتشال اسمي من الوحول التي تحركها الأهداف السياسية". ووصف ابن همام رئيس الفيفا بلاتر (75 عاماً) ب"الطاغية والدكتاتور"، وقال متوجّهاً إلى السويسري: "عندما تكون في موقع يعطيك فرصة القيادة فالقائد عادة لا يثأر أبداً". واعتبر أن ما أقدم عليه ليس رشاوى وإنما هدايا، وهذا يدخل في روتين العمل ضمن الفيفا بأن يتم تبادل الهدايا بين الأشخاص". وأضاف "أنه عادي، عادي جدًّا، إنه عمل عادي، وأنا أود أن أخبرك من جديد أني لم أقدّم لأي شخص هدية نقدية". وفي رسالة بعد ظهر اليوم إلى أعضاء الاتحاد الآسيوي الذي كان يرأسه قبل إيقافه، قال ابن همام: "لست على استعداد للتخلّي عن دوري على رأس الاتحاد الآسيوي، لي كل الحق في مواجهة هذا الاتهام المخزي حتى أبيض سمعتي وأنظّف اسمي. وختم قائلاً: "هذا يعني أني لن أقدّم استقالتي من منصبي كرئيس للاتحاد الآسيوي أو كممثّل عن قارة آسيا في الفيفا طالما أن الإجراءات القانونية مستمرة".