أكّد الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق، أن اليوم السبت، يُعَد أول موسم الحميمين الذي يمتد إلى 26 يوماً يوما؛ مشيراً إلى أنه يُعَد آخر مواسم الربيع ومن المواسم الوداعية والتي مراسمها لا تحدث إلا على أنغام الصخب، وفي بدايته يحتضر الشتاء وتتسارع سكراته ببرودة نفسه، ورفسات قدمه، ويعلو شاخص نظره بالغبار والأتربة، وفي نهايته نسير بجنازة الشتاء بدموع الغبار وزفرات الحرارة. وقال الزعاق "خلال هذا الأسبوع ستنتابنا رعشة من برودة سكرته، تستمر لمدة ثلاثة أيام، ويسمى هذا البرد ببرد "بياع الخبل عباته" عند الحاضرة، وبرد العجوز عند البادية، وبرد "الشولة" عند الزراع ، وبرد "الحسوم" عند العرب القدماء، وهو البرد الذي أهلك فيه الرب قوم عاد، بقوله تعالى (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما) وبرده مهلك للحرث والنسل؛ لأن هجومه يكون عادة بعد موجة دفء وعلى حين غفلة من أمرنا، ولهذا يقول العامة (يا ربنا يا رحيم اكفنا برد الحميمين). وحركة الرياح أثناء هذا الموسم متأرجحة بين الشمالية الشرقية إلى الشمالية الغربية، قد تتقلب بين آن وآخر؛ لكن لفترة وجيزة.
وفي نهاية موسمه تسود الرياح الجنوبية أو الجنوبية الشرقية الدافئة ثم تعقبها آخر نسمات الربيع، وفي منتصفه تتخلق فيه السحب الركامية والتي على شكل أنصاف دوائر ويسمع فيها قصف الرعد ووميض البرق الخلب والذي يرى من بعيد وهو موسم تساوي الليل مع النهار، وعند انتهائه ندفن الشتاء، وحينذاك توقد الشمس نارها وتذكي أوارها، وهاجرة كأنها من قلوب العشاق إذا اشتعلت فيها نار الفراق.