لأول مرة في تاريخ هولندا يدخل سياسي من أصل فلسطيني إلى البرلمان الهولندي هو آريان الفاصد (مواليد 1973) الذي حاز المرتبة التاسعة على قائمة حزب الخضر الذي حصل على 10 مقعدا في الانتخابات الأخيرة. وذكر تقرير لإذاعة هولندا العالمية أن آريان ولد لأم هولندية وأب فلسطيني في مدينة فلاردنغن جنوب غرب هولندا. وكان والده ذهب لهولندا في ستينيات القرن الماضي في مشروع تبادل بين مصنع للزيوت في المدينة الهولندية و آخر في مدينة نابلس. عاش الفاصد في هولندا وعاد في كبره إلى الضفة الغربية حيث عمل لصالح عدد من المنظمات القانونية. وألّف كتابا بعنوان "ليس بمقدور الجميع رشق الحجارة" يبحث فيه عن خلفيته الفلسطينية ويستعيد ذكرى عائلته في بلدة نابلس بمزيج من الأحداث السياسية التي مرت بها المنطقة. يعمل الفاصد منذ العام 2002 في إدارة حملات الإغاثة في مؤسسة أوكسفام نوفيب بمدينة لاهاي. وحصل الفاصد على دكتوراه في العلوم السياسية، وعمل لصالح عدد من المنظمات الهولندية والفلسطينية في مجال حقوق الإنسان على كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأنشأ مع عدد من الناشطين موقع الانتفاضة الإلكترونية المختص بالتطورات السياسية في فلسطين. يعتبر الفاصد خلفيته الفلسطينية ونشاطه في مجال حقوق الإنسان إضافة تعمل لصالحة وصالح حزبه، إذ يقول: "خلفيتي الفلسطينية لعبت دورا مهما في عملي السياسي واعتبرها ميزة جيدة. استفدت من الخبرة السياسية لعائلتي في فلسطين، ومن عملي هناك لصالح منظمات حقوقية، وكذلك من عملي في السنوات الأخيرة في مجال التعاون التنموي والمدافعة عن مصالح المنظمات التعاونية في أروقة الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة، هذه كلها أكسبتني خبرة احملها معي إلى البرلمان الهولندي". بالرغم من كون الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قضية حساسة بالنسبة لعدد من الأحزاب الهولندية، يرى الفاصد أن خلفيته لا تشكل موضع جدل له أو لحزبه أو لمستقبله في البرلمان. ويقول: "بما أننى ترعرعت في هولندا، وتربيت بين حضارتين، ولدي إدراك تام بحساسية القضية في السياسية الهولندية، هذا لا ينفي حقيقة أن الوقت قد حان للبت في موقف هولندا من القضية والمضي قدما نحو حل عادل". ويردف الفاصد قائلا: "ما تعلمته خلال عملي في فلسطين هو الاستماع للشخص العادي في الشارع. إذا أصغيت بحذر للشارع الفلسطيني والإسرائيلي ترى أن أغلبية الناس يريدون الشيء نفسه ولا بد إذا من تحقيق مطالبهم بالعيش بسلام والحق في العمل، والتنقل وما إلى ذلك من حقوق أساسية". ويرى حزب الخضر في برنامجه السياسي أن على هولندا لعب دور أكثر فعالية في حل القضية الفلسطينية، مع ضمان حدود آمنة لإسرائيل، ودولة قابلة للعيش للفلسطينيين. ويعتبر الحزب بأن إسرائيل تعرقل بشكل رئيسي جميع مبادرات السلام في السنوات الأخيرة. كما يدعو الحزب إلى كسر الحصار عن غزة، والتفاوض مع حركة حماس التي يعتبرها ممثل شرعي للفلسطينيين بعد فوزها بالانتخابات الأخيرة. وبدأ حزب الخضر اليوم الثلاثاء محادثات مع الحزب الليبرالي بالبت في إمكانية انضمام حزب الخضر في الحكومة القادمة. يأتي هذا التطور بعد أن أحبط الحزب المسيحي الديمقراطي إمكانية انضمام حزب الحرية بقيادة خيرت فيلدرز في الحكومة. وإذا تمكن حزب الخضر من المشاركة في الحكومة القادمة (حكومة يسار وسط)، ستكون هذه المرة الأولى التي يشارك فيها الخضر في إدارة البلد. وأُنشأ حزب الخضر في عام 1989 بعد اندماج أربعة من أحزب اليسارية في حزب واحد. وبرغم كونه حزب مستقر إلا أنه لم يشارك في الحكم حتى الآن. ويعتقد الفاصد أن الحزب مستعد الآن للحكم ولا سيما في ظل الظروف الصعبة بعد أن ضربت الأزمة الاقتصادية:"قلنا طوال الحملة الانتخابية إننا مستعدون للحكم. نحن الآن نعاني من أزمة اقتصادية، وأزمة المناخ ولدينا أجندة للتجديد والتي نرى أنه مناسبة تماما لهذه الأوقات العصيبة، ولدينا الخبرة في الإدارة على مستوى البلديات والأقاليم، ونحن مستعدون للإدارة على المستوى الوطني". ويعرف الفاصد بنشاطه على الشبكة الاجتماعية تويتر منذ سنوات. ولديه ما يقارب 300 ألف من المتابعين له عبر الشبكة. حتى أن عدد الأشخاص الذين يتابعونه على الشبكة يفوق العدد الذي يتابع رئيسة الحزب فامكه هالسما. وقال: "سأواصل استخدام تويتر وأنا في البرلمان. أجدها طريقة جيدة لإيصال رسالتي وما يحصل داخل البرلمان للناس العاديين الذين يتابعونني. والأهم من ذلك هو الإصغاء للناس العاديين والتعرف عما يشغلهم من أمور وهموم في حياتهم اليومية".