اتهم مواطن، مدير مستشفى في البدائع بمنطقة القصيم ب "التحايل" على الجهات المختصة؛ للسماح لطبيبة محظورة من السفر بقرار رسمي، بالسفر إلى بلادها، حيث إنها بحسب المواطن، تسبّبت في خطأ طبي أدى إلى وفاة طفله الوليد. وسرد المواطن عبد المحسن الوسيدي ل "سبق" تفاصيل قضيته، قائلاً: توجهت بزوجتي إلى احد المستشفيات بالبدائع في شهر ذي الحجة الماضي، حيث كانت في حالة ولادة، وأدخلت إلى "كشك التوليد" عند الساعة السابعة صباحاً، وحاولت طبيبة النساء والولادة (مقيمة)، إخراج الجنين طبيعياً، بيد أن ذلك كان صعباً لأن الحبل السري كان ملتفاً حول الجنين، ما يتطلب التدخل الجراحي، لكن الطبيبة أصرّت على رأيها وهو الولادة الطبيعية، رغم محاولات الممرضات الحاضرات ثنيها وضرورة إخراجه بعملية قيصرية، ولاحقاً، أمرت بإحضار جهاز شفط الجنين وقامت بسحبه أكثر من أربع مرات عن طريق "الفورسبس" وهو ملقاط طبي يدوي، وخرج فيما بعد الطفل للحياة، ويعاني اختناقاً شديداً بالتنفس، إثر فقده كمية كبيرة من الأكسجين بالمخ، ما استدعى نقله إلى مستشفى الملك سعود بعنيزة؛ لخطورة حالته، حيث أدخل العناية المركزة الخاصة بالأطفال؛ لعدم وجود القسم ذاته بمستشفى البدائع. وأضاف: كشف عليه استشاري الأطفال وأكد لي أن حالة الطفل صعبة، وإن كتب الله له العمر، فسيكون مختلاً عقلياً، , وقال الطبيب إن الطفل تعرّض لاختناقٍ شديدٍ أثناء الولادة. وبعد يومين توفي الطفل. وتابع: توجهت إلى أمير منطقة القصيم، والذي وجّه ببرقية عاجلة للشؤون الصحية بالقصيم؛ للنظر في القضية والتحقيق عاجلاً. وشكلت لجنة من استشاريين وقانوني، حيث جمعت معلومات وسجلوا اعترافات الممرضات والأطباء بأن الخطأ وقع أثناء التوليد، واستجوبت الطبيبة المعنية، وأقرّت بأنها لم تكن تعرف استخدام جهاز الشفط، ما تسبّب في الخطأ. وأحيلت القضية بالأدلة والقرائن إلى اللجنة الشرعية الصحية للنظر فيها بحكم الاختصاص. ومضى الوسيدي قائلا: إن اللجنة الشرعية تسلمت القضية، ووجهت خطاباً عاجلاً إلى مدير عام مستشفى البدائع، بعدم السماح بسفر الطبيبة حتى إشعار آخر، لحين تحديد جلسة للنظر في القضية، لكن مدير المستشفى خاطب الشؤون الصحية، بشأن سفر الطبيبة، لكنهم ردوا بأنها ممنوعة من السفر، ولم يقتنع، وأرسل خطاباً لقسم الجوازات بالمستشفى وتحايل عليه بانتهاء التحقيقات مع الطبيبة، ويمكنها السفر. وبالفعل غادرت الطبيبة في تاريخ 20 من الشهر الجاري. وأشار المواطن المتضرر إلى توجهه فور علمه بسفر الطبيبة المعنية إلى اللجنة الشرعية، وأبلغهم بما جرى، بيد أنهم أبلغوه أن مدير المستشفى خاطبهم بشأن سفر الطبيبة، وردوا عليه بالرفض، وأنه حاول التمويه بأن الطبيبة تملك تأميناً، فذكروا له أن التأمين لا يُعمل به في حال سفرها، إلا إذا أحضرت كفيلاً غارماً ووكيلاً شرعياً مصدقاً من المحكمة الشرعية. وقال: توجهت إلى مدير عام الشؤون الصحية بالقصيم الدكتور صلاح الخراز، والذي قال إنه إذا تأكد أن مدير المستشفى قام بتسفير الطبيبة فسأتحمل ذلك، ووجّه خطاباً إلى مدير مستشفى البدائع بالإفادة، وطلب منه الرد خلال 24 ساعة، وكان ذلك الثلاثاء الماضي، وحتى الآن لم يرد. وأضاف: توجهت إلى الشؤون الصحية بالقصيم، للقاء المدير العام، وسؤاله عن سبب عدم الرد. ورفضوا إدخالي عليه بحجة انشغاله باجتماع، وبعد الظهر عدت، وإذا بسكرتيره يقول لي: "لماذا توجهت ل "سبق" لتشكي ألم نقل لك إننا سنأخذ حقك، ومبرراً لي بأن الطبيبة يوجد لديها تأمين مع العلم المسبق بأن المستشار للجنة الشرعية، أكد على مستشفى البدائع العام بعدم سفر الطبيبة حتى لو أنها تحمل تأميناً طبياً، مع العلم أن التأمين الطبي يتحمّل المبالغ المالية، فمن سيتحمل العقوبات الأخرى التي ستصدر من اللجنة في حالة عدم وجود الكفيل!! وطالب الوسيدي وزير الصحة والجهات المختصة، بأخذ حقه، متهماً الشؤون الصحية في منطقة القصيم بالمماطلة. بدوره، أفاد الناطق الإعلامي في "صحة" القصيم محمد الدباسي، بأن الطفل توفي بعد ولادته بيومين والقضية منظورة لدى المختصين، مشيراً إلى أن حق المواطن محفوظ، وقال ل "سبق": سيتم التحقق من سفر الطبيبة وملابساته، وستصدر العقوبات بحق من تجاوز أو خالف النظام، وما يهم المواطن هو حقه في حال صدر الحكم في مصلحته، فسيتم إنصافه. وفيما يخص الطبيبة وحسب إفادة مدير القطاع الصحي بمحافظة البدائع، فإن الطبيبة تخضع لنظام التأمين، مما أوجب مخاطبة الشركة المؤمنة لضمان سداد المستحق في حالة الإدانة.. علماً بأن الطبيبة تتمتع بإجازتها السنوية.