يبتعد كوكب عطارد يوم الاثنين المقبل -بأمر الله- عن وهج الشمس الذي يحجب رؤيته، ويبدأ بالارتفاع فوق الأفق، ما يمكن للمهتمين بالرصد ومراقبة الكواكب بالمملكة، من رصده بالعين المجردة على هيئة نقطة صغيرة شمال الموقع الذي غربت منه الشمس، لكنه لن يكون براقاً وساطعاً مثل كوكب الزهرة، وفقاً لما ذكرته الجمعية الفلكية في جدة. وأوضح رئيس الجمعية المهندس ماجد أبوزاهرة أن كوكب عطارد لا يمكن رصده عادة بوضوح؛ لأنه على نحو دائم قريب من الأفق، حيث يلمع من خلال مقدار كبير من غلافنا الجوي، ما يجعل مراقبته صعبة، ويمكن ملاحظة أن كوكب عطارد لا يمكن رصده إلا قبل شروق الشمس أو بعد غروبها ولا يمكن رؤيته في منتصف الليل، ويرجع سبب ذلك إلى أنه أقرب إلى الشمس من الأرض ويظهر دائماً قرب الشمس في السماء. وفي العام الجاري، يعتبر أفضل توقيت لرصد كوكب عطارد خلال الفترة من 28 ربيع الأول إلى 19 ربيع الآخر الموافق 20 فبراير إلى 12 مارس، حيث سيكون كوكب عطارد بعيداً بشكل كاف عن وهج الشمس لفترة وجيزة بعد غروب الشمس. وسيكون في البدء على ارتفاع 9 درجات في الأفق الغربي ومع مرور الأيام يزداد ارتفاعه، حيث سيصل كوكب عطارد إلى استطالته العظمى عن الشمس في 12 ربيع الآخر الموافق 5 مارس وسيصبح على ارتفاع 17 درجة، ويصبح لامعاً نسبياً بنحو 1، وهذه أفضل فرصة لرؤية الكوكب في العام الجاري. وأضاف: بعد ذلك يبدأ عطارد في الانخفاض من جديد، حيث سيبدأ في العودة نحو الأفق. وفي أواخر مارس لن نكون قادرين على رؤية عطارد بعد غروب الشمس، حيث إنه سينتقل إلى سماء الفجر ويشرق قبل شروق الشمس. جدير بالذكر أن كوكب عطارد هو أصغر كواكب نظامنا الشمسي، وتستحيل رؤية تفاصيل سطحه، فهو ذو حجم يماثل حجم قمرنا تقريباً وهو يشابهه من نواح عديدة، إضافة إلى أن عطارد يمر بأطوار عديدة مثل القمر، فيتغير حجمه الظاهري ولمعانه وشكله، وتلك الأطوار غير مرئية بالعين المجردة لكن يمكن رؤيتها بالتلسكوبات.