دعا الكاتب البريطانى جون هارى، الفلسطينيين إلى إعلان استقلالهم، بعد أن رد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو على المطالب الأمريكية باستئناف محادثات السلام غير المباشرة مع الفسطينيين بصفعة كبيرة وقوية. وتساءل هارى في مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية عما إذا كان من الممكن أن تصبح الحكومة الإسرائيلية أكثر وضوحاً حيال نيتها في مشاركة أرض الميعاد مع سكانها الآخرين؟ ثم تحدث بعد ذلك عن صفعة نتانياهو الأخيرة للرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى تمنح بلاده الدولة العبرية مساعدات سنوية هى الأكبر على الإطلاق والتى تقدر بثلاثة مليارات دولار، وذلك بالإعلان عن بناء 1600 منزلاً جديداً في القدسالشرقية التى يريدها الفلسطينيين عاصمة لدولتهم المستقبلية أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن للمنطقة، ورأى أن هذا الإعلان من جانب إسرائيل بمثابة القول إنه حتى لو وافق الرئيس الفلسطينى محمود عباس على توقيع اتفاق سلام، فإن إسرائيل ستستمر في بناء المستوطنات كما كان في السابق، وهذا يعنى أنه لن يكون هناك تسوية. ويرى الكاتب أن حل الصراع المستمر منذ عشرات السنين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والذى يعرفه الجميع هو تقسيم الأرض وإقامة الدولتين على حدود 1967، وهو الحل الذى وافق عليه الفلسطينييون منذ عام 1978 وحتى حماس وافقت عليه، ورغم ذلك، فإنه لم يعرض على الفلسطينيين، وفي كل مرة يجلسون فيها على طاولة المفاوضات يسرق الإسرائيليون من الفلسطينيين المزيد: حيث تضاعفت أرقام المستوطنات منذ اتفاقات أوسلو. وأشار الكاتب إلى أنه ليس بإمكان الفلسطينين وحدهم تحقيق شيئاً، داعياً المجتمع الدولى إلى الضغط بذكاء لتحقيق ما يريدوه خاصة وأنهم يفكرون في الوقت الراهن إلى إعلان الدولة من طرف واحد. ويعتقد الكاتب أن هذه الفكرة لن تؤدى إلى إنهاء الاحتلال، لكنها ستجعل الأمر واضحاً ويدركه الجميع، وهو أن الفلسطينيين شعب يستحق أن تكون له دولة مثل الإسرائيليين والبريطانيين. وانتقد موقف الحكومات الغربية، قائلاً إنها ساهمت في محو فلسطين التاريخية، حيث قدمت أوروبا السلاح والأسواق لإسرائيل، في حيث قدمت أمريكا لها التمويلات. واختتم هارى مقاله بالقول إن الفلسطينين يريدون نفس الحرية التى يسعى إليها اليهود، ويريدون وطناً آمناً لهم، فيجب أن يعلنوا استقلالهم، ومع ذلك يتوقف الأمر علينا، أى الغرب، للضغط على الحكومات لجعل الأمر حقيقياً بدلاً من مجرد صرخة في الظلام.