تطورت قضية شاب عشريني وبلدية مركز تنومة بمنطقة عسير، عقب إنتاج الشاب ونشره مقطع فيديو على يو تيوب، يصوّر بعض المشاريع المتعثرة في المنطقة. وقدمت البلدية شكوى رسمية ضد الشاب، تتهمه فيها بالإساءة لها لأهداف خاصة اصطدمت باللوائح والأنظمة، والسعي إلى تشويه سمعة الجهاز الحكومي والتصوير داخل منشآته دون إذن مسبق. من جهته، يؤكد الشاب أنه كان يهدف للمصلحة العامة وخدمة المنطقة، مشدّداً على أنه لم يذكر أسماء أشخاص ولم يستخدم ألفاظاً مسيئة أو مشوّهة للسمعة. وقال الشاب علي الشهري في شكوى تلقتها "سبق": أنا مواطن قمت بعمل مقطع فيديو عن المشاريع المتعثرة في مدينة تنومة شمال أبها بمنطقة عسير، سلطت من خلاله الضوء على بعض الإخفاقات والخدمات التي تنقصنا في مدينتنا ولم أُسئ لأحد، بل كنت أهدف للمصلحة العامة وفُوجئت بالتحقيق والاستجواب. وأضاف: "بعد انتشار المقطع شكرني رئيس المركز ورئيس المجلس البلدي إلا أنني قبل أسبوعين فُوجئت باستدعاء والدي من قِبل الجهات الأمنية في خميس مشيط والطلب منه إحضاري وأنا في تنومة رغم أن منطقتنا لا تتبع لمحافظة خميس مشيط". وأردف الشاب بالقول: "هذا الأمر عرّض والدي لحالة نفسية، كما كان له تأثير في سير الاختبارات بالنسبة لي". وأوضح الشاب أنه اتجه من تنومة إلى خميس مشيط، وحضر للجهة المعنية واطلع على الشكوى التي تبين أنها من رئيس بلدية تنومة والمحولة للجهات الأمنية في خميس مشيط من محافظ خميس مشيط. وأكمل الشاب سرد تفاصيل القضية: "بعدما شاهد الضابط مقطع الفيديو امتدحه وشكرني عليه، وقال إنه عمل جميل، وإن القضية ليست من اختصاصهم، وإن المفترض أن تحال لشرطة تنومة وقام بتحويلها لهم مستنكراً الشكوى".
وأكد الشاب تقديمه شكوى رسمية في إمارة منطقة عسير ضد رئيس بلدية تنومة، قائلاً: "رئيس البلدية تجاوز المراجع الإدارية وترك النطاق الإداري الذي يتبع له وهو مركز تنومة واستعان بمحافظة خميس مشيط للنيل مني ومعاقبتي ". وشدّد الشاب على أنه لم يسئ لأحد وكان يهدف للمصلحة العامة وخدمة منطقته، مطالباً الجهات المعنية بإنصافه ومساءلة من حاول عقابه على كشف الإخفاقات في المشاريع وحاجة المنطقة إلى بعض الخدمات. من جهته، علق مصدر مسئول في بلدية تنومة على شكوى الشاب، قائلاً في اتصال هاتفي مع "سبق": البلدية ترحب بأي نقد هادف وبناء وترفض في الوقت نفسه أي نقد يهدف إلى تشويه السمعة أو لأغراض شخصية، مبيناً أن القضية بكامل تفاصيلها أشعرت بها البلدية رئيس مركز تنومة وفي طور الإجراءات الرسمية. وعن سبب وصول الشكوى لمحافظة خميس مشيط، بيّن المصدر أنه وحسب المعلومات فإن الشاب ووالده يسكنان في محافظة خميس مشيط. وقال المصدر: "الشاب الذي أنتج المقطع شاركه قريبٌ له سبق أن تقدم بطلب وظيفة في البلدية ولم يستجب للطلب لعدم توافر وظائف شاغرة، كما أن للشاب علاقة مع ثلاثة أشخاص لديهم قضايا ضد البلدية ومن المتوقع أنهم من اتجهوا إلى تحريضه لإعداد هذا المقطع". وعن المقطع وأسباب الشكوى التي تقدمت بها البلدية أكد المصدر أن الكثير من المشاريع التي وردت في مقطع الفيديو تتبع لجهات حكومية أخرى وليست للبلدية علاقة بها، مما يكشف محاولة الشاب للإساءة للبلدية من أجل تحقيق مصالح خاصة اصطدمت بالأنظمة والتعليمات، كما أن الشاب قام بالتصوير داخل منشآت تابعة للبلدية دون الحصول على موافقة أو إذن يسمح له بالدخول لهذه المواقع. ونفى المصدر ما أشير إلى أن رئيس مركز تنومة استدعى الشاب وقدّم له الشكر على المقطع، مبيناً أن الشاب حضر للمركز بعدما أرسله أحد الأشخاص في تاريخ 22 /1 لمقابلة لجنة حضرت للبلدية في اليوم نفسه من أجل التحقق من شكوى تقدم بها الشخص الذي أرسل الشاب لتسليم مقطع الفيديو للجنة في دليل على التحريض. وشدّد المصدر على أن تفاصيل القضية كاملة لدى رئيس المركز، مبينا أن البلدية طلبت محاسبة الشاب لمحاولته تشويه سمعة جهاز حكومي بأكمله من أجل تحقيق مصالح خاصة اصطدمت بالأنظمة.