ساهمت قدرة المولى - عز وجل - ثم جرأة فتاة وجهود أحد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقرير "سبق"، الذي نُشر قبل أسبوعين عن تسبب رؤيا في إنهاء معاناة مواطنة خمسينية من متاعب أعمال سحرية عُملت لها، في تخليص عائلة سعودية من عمل سحري شتَّت أفرادها على مدار 20 عاماً. القصة الحقيقية التي شهدها حي عتيقة بالرياض تحاكي تفاصيلها ما يحدث في المسلسلات؛ حيث بدأت بأعمال سحرية في بيت قديم، تخللها انفصال الأب عن الأم، وإهمال الأبناء والدتهم، ومرض الأم وابنتها، وتعرضهما لآلام متكررة، قبل أن ينكشف السحر، وتعود المياه إلى مجاريها بعد أكثر من 20 عاماً.
وبدأت تفاصيل إبطال العمل السحري بمهاتفة على مركز هيئة عتيقة في أعقاب تقرير "سبق"، الذي نُشر قبل أسبوعين بعنوان "رؤيا المنام تُنهي معاناة خمسينية من عمل سحري رافقها 14 عاماً"، كشفت فيه تفاصيل شفاء مواطنة خمسينية وعودتها إلى حياتها الطبيعية بعد 14 عاماً من المعاناة والمتاعب من عمل سحري، أعدّته لها خادمتها السابقة، وتم إخفاؤه في سيفون إحدى دورات المياه بمنزل الأسرة القديم، قبل أن يعثر عليه أعضاء هيئة عتيقة ويبطلوا مفعوله بالرقية الشرعية.
وتقول المصادر إنه بعد أيام قليلة من نشر الخبر في "سبق" تلقى مركز الهيئة اتصالات عديدة، بينها اتصال من فتاة، كانت مترددة في الحديث، وبرز في صوتها معاناة وحزن؛ فحاول حينها أعضاء الهيئة معرفة موضوعها، وبعد محاولات قالت الفتاة إنها قرأت خبر المواطنة الخمسينية، وهو الأمر الذي دفعها للاتصال؛ لتحكي معاناتها وأسرتها.
الفتاة قالت بتردد "تأتيني رؤيا بأن هناك أعمالاً سحرية مخبأة في منزلنا القديم بحي عتيقة، وشواهد تأثير هذه الأعمال السحرية كثيرة، منها طلاق والدتي ومعاناتها بعض الآلام، ومعاناتي أنا آلاماً مختلفة، وتصرفات أشقائي مع والدتي، وابتعاد والدي وحِدَّته في التعامل معنا منذ أكثر من 20 عاماً".
وناشدت الفتاة أعضاء الهيئة التحقق من الأمر، موضحة أن رؤياها المتكررة تشير إلى أن الأعمال السحرية بعضها مدفون في إحدى زوايا سور المنزل القديم، الذي انتقلت منه الأسرة قبل سنوات طويلة.
أحد أعضاء هيئة عتيقة، الذي استطاع كشف السحر السابق للمرأة الخمسينية، تفاعل مع بلاغ الفتاة، وقام بزيارة منزل الأسرة القديم، واتضح أن عائلة أخرى تسكنه، وتُجرى في الدور الثاني منه أعمال ترميم.
وتبيِّن المصادر أن الأسرة التي تسكن المنزل القديم للأسرة المتضررة تفهّمت الأمر، ووافقت على طلب عضو الهيئة؛ حيث سلمهم ماء مقروءاً عليه، وطلب رش بلاط الدور العلوي الذي تجري فيه الأعمال الترميمية؛ كون الفتاة تكررت عليها مشاهد بلاط الدور العلوي في بعض الرؤى.
وأفهم رجل الهيئة صاحب المنزل القديم أن الأسرة المتضررة تكفلت بأعمال حفر وإعادة تركيب بلاط جديد للسور الخارجي؛ للبحث عن الأعمال السحرية؛ فوافق على هذا الطلب، وتمت الاستعانة بالعمالة وحفر إحدى زوايا المنزل، وعثر خلال ذلك على عملَيْن سحريَّيْن؛ فتم فكهما عن طريق الرقية الشرعية، وأُعطيت الفتاة ووالدتها مياه وزيت مقروء عليه، وكشفت الفتاة لاحقاً أنها ووالدتها لاحظتا التغيُّر؛ حيث ذهبت الآلام المتكررة، فيما اتجه أشقاؤها في اليوم التالي إلى تقبيل رأس والدتهم والاعتذار إليها عن تصرفاتهم معها، حتى اصطحب أحد الأشقاء والدته، وأوصلها لمراجعاتها في المستشفى لأول مرة منذ سنوات طويلة، في تغيُّر غريب.
وتقول الفتاة إن التغيُّر الأكبر جاء من والدها الذي جمع أفراد الأسرة، وأعد لهم وليمة في إحدى الاستراحات مساء أمس الأول لأول مرة منذ 20 عاماً. مؤكدة أن الأسرة التي عانت المشاكل والمعاناة عادت - بفضل الله - ثم بتعاون عضو هيئة عتيقة إلى حياتها الطبيعية.
يُشار إلى أن العضو الذي استطاع كشف الأعمال السحرية للأسرة والعمل السابق للمرأة الخمسينية سبق له المشاركة في دورات مكافحة أعمال السحر والشعوذة التي تنظمها الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.