منذ أكثر من 10 أعوام والحصول على بطاقة الهوية الوطنية لا يزال حلماً صعب المنال للشاب محمد الحسن حدادي (22 عاماً)، المولود في محافظة صبيا لأبوين سعوديين، والذي حال حظه العاثر دون حصوله على الهوية بسبب نسيان والده استخراج شهادة ميلاد له منذ مولده. وتحدث الشاب الحدادي ل"سبق" عن معاناته قائلاً: "أعيش كالغريب في وطني وبين أهلي، لا أستطيع التنقل أو السفر من مكان لآخر، فكلما شاهدت إجراءات للتفتيش ارتعدت خوفاً، وتسارعت نبضات قلبي؛ خشية سؤالي عن البطاقة". وأضاف الحدادي: "أجد صعوبة بالغة في العلاج بالمستشفيات الحكومية. دراستي وتعليمي أوشكا على الانهيار؛ فشهادة الثانوية العامة تتطلب إحضار بطاقة الأحوال المدنية، زملائي وأقراني تخرجوا وأصبحوا في مقاعد الجامعة، وأنا أؤجل كل عام". وأكد الشاب أن عدم حمله الإثبات الشخصي أحال حياته جحيماً وباتت معاناته دائمة لا يمكنه تحملها، وأصبح معها عاجزاً عن القيام بالأعمال والاحتياجات الشخصية ومراجعة الدوائر الحكومية. وقال الحدادي الذي يحمل جميع أشقائه بطاقات الهوية الوطنية: "ذهبت إلى الأحوال المدنية بمحافظة صبيا، وقدمت طلباً برقم 17938 وتاريخ 30/ 7/ 1431، وحتى اليوم لم يتم الرد، وكلما راجعت يكون الرد: لا تزال في الوزارة! فمتى تنتهي غربتي وأظفر ببطاقة الهوية الوطنية لأمارس حياتي وأكمل مسيرتي العلمية والعملية؟!. "سبق" بدورها حاولت الحصول على إيضاح من الأحوال المدنية في جازان حول قضية الشاب الحدادي ومعاناته المستمرة لأكثر من عقد في سبيل الحصول على هويته الوطنية، إلا أنه لم يتم الرد على كل الاتصالات التي أُجريت.