قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس الأحد، في المنامة إن فكرة إرسال جنود عرب إلى سوريا لاحتواء العنف، يمكن أن تبحث خلال اجتماع اللجنة الوزارية العربية في 21 يناير الجاري في القاهرة. وخلال مؤتمر صحافي في عاصمة البحرين قال العربي، رداً على سؤال حول بحث فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا، التي قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إنه يؤيدها "كل الأفكار مطروحة للنقاش". وأكد العربي مجدّدا ضرورة إنهاء العنف في سوريا حيث أرسلت الجامعة العربية مراقبين وذلك بعد أن كان قد أكد السبت خلال زيارة لسلطنة عُمان أنه سيتم تقييم عمل مهمة المراقبين خلال الاجتماع العربي القادم. إلا أن مصادر بالجامعة في القاهرة، أكدت أن الجامعة لم تتلق أي اقتراحات رسمية من أي جهة بخصوص إرسال قوات إلى سوريا. ونُقل عن مندوب إحدى الدول الأعضاء في الجامعة قوله: "ليست هناك مقترحات لإرسال قوات عربية إلى سوريا في الوقت الحالي، لا يوجد توافق عربي أو غير عربي على التدخل عسكرياً". وتصاعد الحديث عن إرسال قوات عربية يتزامن مع استمرار العنف والقتل في سوريا، حيث يقتل بشكل شبه يومي نحو 20 شخصاً، وتصل تقديرات الأممالمتحدة لعدد القتلى منذ اندلاع الانتفاضة إلى "5" آلاف قتيل، لكن تقديرات الهيئة العامة للثورة السورية تشير إلى أن عدد القتلى يتجاوز 6200 قتيل. وكانت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» قد قالت أمس، إن مجلس الجامعة العربية سيعقد اجتماعاً على المستوى الوزاري يوم 22 يناير (كانون الثاني) لبحث نتائج بعثة المراقبين، التي أوفدتها الجامعة إلى سوريا لمراقبة مدى تنفيذها للمبادرة العربية. ومن المقرر أن تنتهي بعثة المراقبين من وضع تقريرها النهائي بخصوص عملها في سوريا يوم 19 يناير (كانون الثاني)، وأن تناقشه لجنة الجامعة المعنية بسوريا يوم 21، وسيتخذ المجلس الوزاري للجامعة في اجتماعه في اليوم التالي القرار بشأن إنهاء مهمة البعثة أو تمديدها أو زيادة عدد أفرادها. وتأتي هذه التطورات في وقتٍ نوّه الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، المرشح المحتمل للرئاسة المصرية إلى أنه يميل إلى تأييد إرسال قوات إلى سوريا، ودعا موسى على هامش المؤتمر الذي تنظمه لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكو"، إلى التشاور بشأن إرسال قوات عربية إلى سورية، وقال للصحفيين "هذا الاقتراح مهم جداً، وأعتقد أن على الجامعة العربية دراسته وإجراء مشاورات بشأنه، فالوضع في سورية خطير والدماء التي تسيل لا تبشر بالخير أبداً". ومن جانبه، أكد منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري رضوان زيادة، أن الاقتراح الذي تقدم به أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بإرسال قوات عربية إلى سورية يتوافق مع مطالب المجلس ويعبّر «عن الدعم القطري والخليجي لحلّ الأزمة السورية». وأكد في لقاء مع صحيفة «الرأي» الكويتية أن خطاب الرئيس بشار الأسد «لم يُقنع المجتمع الدولي ولا الدول العربية ولا حتى مناصريه»، مشيرة إلى أنه «خطاب النهاية»، داعياً مجلس وزراء الخارجية العرب الذي من المقرر أن يعقد اجتماعا في 19 الشهر الجاري إلى «إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن» والكفّ عن «إعطاء المزيد من المهل للنظام». وتابع: «خطاب الأسد يشبه خطاب معمر القذافي على مستوى استعمال العبارات والكلمات الموجهة إلى المعارضة السورية. وخطابه يدل على شخصية غير قادرة على اتخاذ القرارات الضرورية، وهو بكل بساطة خطاب النهاية. والخطاب لم يقنع لا المجتمع الدولي ولا الدول العربية، والنقطة الأساسية التي يمكن الكشف عنها بعد خطابه الأخير أنه فقد كل الأوراق ولم يعد قادراً حتى على إقناع مناصريه».