هدَّدت إيران بإغلاق مضيق هرمز في حال فُرضت عقوبات على صادراتها النفطية؛ فرد الأسطول الخامس الأمريكي، الذي يتخذ من البحرين قاعدة له، بأنه لن يسمح بأي تعطيل لحركة الملاحة في المضيق. وقال متحدث باسم الأسطول: "إن الحركة الحرة للسلع والخدمات عبر مضيق هرمز ذات أهمية حيوية للرخاء الإقليمي والعالمي، وكل من يهدد بتعطيل حرية الملاحة في مضيق دولي يقف بوضوح خارج المجتمع الدولي، ولن نقبل بأي تعطيل". وفيما قال قائد سلاح البحرية الإيراني، العميد حبيب الله سياري، إن إغلاق المضيق سهل جداً للقوات المسلحة الإيرانية، ويشبه شرب كأس ماء، رأى المتحدث باسم الأسطول الأمريكي أن "الأسطول يحتفظ بوجود قوي وكافٍ في المنطقة لردع أو مجابهة أي أنشطة مخلة بالاستقرار".
بوادر حرب في الخليج وكان من أهم الأسباب التي تقف وراء اشتعال حرب عام 1967 هو القرار المصري بمنع مرور السفن الإسرائيلية عبر خليج العقبة باتجاه البحر الأحمر، فيما يشكِّل مضيق هرمز ممراً حيوياً لحركة الملاحة العالمية، ويمر عبره 40% من النفط العالمي المنقول بحراً؛ ما يعني أن إغلاقه سيؤثر بشكل كبير في اقتصاد العديد من الدول الغربية التي تعاني أزمات اقتصادية متلاحقة؛ لذلك فقد جاء تحذير الأسطول الخامس بعد ساعات قليلة من التهديد الإيراني، وهو ما يؤكد عزم الولاياتالمتحدة على ردع أي محاولة لإغلاق المضيق حتى ولو كان ذلك يعني نشوب مواجهة بحرية في الخليج.
الأسطول الخامس في مواجهة البحرية الإيرانية تمتلك البحرية الإيرانية قدرات متواضعة إذا ما قورنت بقدرات الأسطول الخامس الأمريكي. وتُعتبر البحرية التابعة للحرس الثوري الذراع المؤثرة لإيران نظراً لما تمتلكه من قوارب انتحارية يقدر عددها بالمئات. في المقابل، يضمالأسطول الخامس الأمريكي الذي اتخذ من البحرين مقراً له منذ يوليو 1995،حاملة طائرات واحدة على الأقل. وطلب الأسطول في مارس الماضي أن يتم دعمه بحاملة طائراتأخرى لمدة 9 أشهر من كل عام على أقل تقدير لمواجهة التطورات المتلاحقة، خاصة تهديدات إيران المتكررة. كما يمتلك عدداً من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من 90 مقاتلة، إضافة إلى قاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزود بالوقود. وتشير تقديرات إلى أن عدد البحارة الأمريكيين المتمركزين في البحرين نحو 4 آلاف بحار، غير أن عدد الوحدات التي تنتمي للأسطول الخامس تبلغ نحو 15 وحدة، ما بين قوة مهمات ومجموعات مختلفة المهمات، إضافة إلى إمكانية تلقيها دعماً سريعاً من قوة المهمات 158 المتمركزة شمال الخليج العربي، وكذلك قوة المهمات رقم 150 التي تقوم بدوريات في الخليج وبحر العرب وحتى خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر. ويقدَّر عدد السفن التابعة لسلاح البحرية الأمريكي الراسية في البحرين بست عشرة سفينة، ويمكن أن يرتفع العدد عند الطوارئ عبر تلقي دعم سريع من فِرَق المهمات التي تجوب البحار والمحيطات القريبة.