حذر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ممن يدعون المجتمع المسلم إلى الجمود والقعود والانسحاب من العصر، مؤكداً أن الإسلام يُنكر الرهبنة، ويستنكر المغالاة حتى في العبادة. وأوضح أمير منطقة مكةالمكرمة في محاضرة مساء اليوم ألقاها ضمن النشاط المنبري الثقافي للجامعة الإسلامية بقاعة الملك سعود بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة وحملت عنوان "منهج الاعتدال السعودي"، أن هناك ممن يدعون المجتمع المسلم إلى الجمود والقعود والانسحاب من العصر، فإن هناك فريقاً آخر لا يقل خطراً على هذا المجتمع، يحمل لافتات كسر القيود، والخروج على المألوف، والحرية المطلقة، ويركب موجة الانسلاخ عن قيم الإسلام، ويعتمد نقل النموذج الغربي، دون سبر جوهره وفلسفته، وهذا التيار هو أداة غزوة منظمة من المتربصين بالإسلام والوطن، تشجع هذا الخروج وتروج له، وتبالغ في تكريم أصحابه والدعاية لهم، وبهذه المغريات تستقطَب الفراشات الساعية إلى حتفها نحو شعاع حارق، وهذا الفريق يحذو حذو الدعوة القديمة في الغرب، لفصل الدين عن الدولة، التي صاحبت الثورة الصناعية، وكانت بزعمهم سبباً في النجاح الذي حققه. وشدد الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز على أن الإسلام يُنكر الرهبنة، ويستنكر المغالاة حتى في العبادة، كما جاء في رد الرسول صلى الله عليه وسلم على من يصلي فلا ينام، ومن يصوم ولا يفطر، ومن لا يتزوج النساء، حيث قال "أما أنا فأصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني"، وبين أن إنكار خصوصية هذه البلاد باطل وعار عن الحقيقة تماماً، فهي بلد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي بآخر الرسالات، وبلسانها العربي نزل آخر الكتب السماوية، ومنها بُعث خاتم الأنبياء والرسل عربياً، وقد شرفنا المولى جل وعلا بجوار بيته العتيق، ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وبخدمة ضيوفه من الحجاج والمعتمرين والزوار، لذلك فإن هذه البلاد وإنسانها، على رأس المكلفين بتبليغ الرسالة ونشر الدعوة، وتقديم المثل والقدوة للإسلام مواطناً ودولة، فالخصوصية هنا تشريف وتكليف معاً. وأشار إلى أن المستجدات المحلية والإقليمية والعالمية، أكدت سلامة منهج الاعتدال ودوره في حماية بلادنا العزيزة مشيراً لأهمية التصدي لمحاولات اختطاف المجتمع يميناً أو يساراً عن هذا الوسط العدل، الذي جاء به ديننا الإسلامي الحنيف، وقامت عليه الدولة السعودية منذ تأسيسها الأول . وكان الفيصل خاطباً أسرة الجامعة في مستهل محاضرته "لاغرو فقد أصبحت جامعتكم ملء السمع والبصر، منبراً مستنيراً يتصدى بالحق للجهل والجهالة، والشكر موصول إلى جمهور الحاضرين الكرام، على تفضلهم بتلبية الدعوة وإثراء اللقاء". كما سلط أمير منطقة مكةالمكرمة الضوء على مصطلح "منهج الاعتدال السعودي" فهو منهج ثابت، وهو اعتدال بمعنى التزام العدل الأقوم، والحق الوسط بين الغلو والتنطع، وبين التفريط والتقصير، لافتاً النظر إلى وصف "الاعتدال السعودي" لانفراد المملكة على الساحة الإسلامية، ببناء دولتها على شرع الله وحده في الكتاب والسنة.