اعتبر الإعلامي داوود الشريان في برنامجه "الثانية مع داوود"، الذي أُذيع ظُهْر أمس، كلاً من الدكتور صالح المؤنس مدير الشؤون الصحية بنجران، ومدير مستشفى شرورة المدني طالب الصيعري، وعبد الرحمن الشريف رئيس اللجنة المشكَّلة في التحقيق في قضية "طفلة شرورة"، أنهم "متسببون جنائياً" في مقتل الطفلة. وقال الشريان إن ثلاثتهم رفضوا الظهور في البرنامج معه. وفسَّر الشريان ذلك "الهروب" بالخوف؛ لأنهم "المتسببون جنائياً"، وهم يمثلون وزارة الصحة. واعتبر أن "الكرة في مرمى وزارة الصحة". وقد استضاف الشريان في حلقة أمس المدير التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجي، الدكتور توفيق خوجة، الذي تعرّض لهجوم الشريان بعد ثناء ومديح من الدكتور خوجة على وزارة الصحة. وقال الشريان: "أنت تمدح في وزارة الصحة وهم يلعبون بمشاعر وصحة الناس!". واستدرك خوجة: "يجب ألا يمر الموضوع مرور الكرام، ويحاسَب جميع المتسببين في مقتلها، والقضية الآن قضية رأي عام". ورد الشريان بغضب: "مدير الشؤون الصحية ومدير المستشفى ورئيس اللجنة المشكَّلة في التحقيق ليس لهم علاقة بالرأي العام، وهم المتسببون في مقتلها، وإلا لماذا رفضوا الخروج معنا في الحلقة؟". وقد بدأ الشريان برنامجه بتوجيه الشكر لصحيفة "سبق" على إثارتها ومتابعتها الموضوع. واستضاف الشريان الطرف الأول في القضية، وهو والد الطفلة صالح البريكي، الذي اتهم طبيب النساء والولادة في مستشفى شرورة بفصل رأس ابنته عن جسدها. وقال البريكي: إن طريقة الولادة لزوجتي كانت متعسرة، وقام الطبيب بسحب الطفلة بقوة من قدميها للخارج حتى انفصل رأسها عن بقية الجسد، وقاموا لحظتها بتغطية وجه زوجتي حتى لا ترى المنظر، قبل أن يعملوا على تركيب الرأس وخياطته في منطقة الرقبة. وناشد البريكي أمير نجران التدخل في القضية، موجهاً اتهاماته للجنة المشكَّلة للتحقيق في مقتل ابنته، وقال: "نتائج التحقيق كلها تعبِّر عن قصور فقط في عمل المستشفى دون إصدار قرارات حازمة تجاه الطبيب". وفي مداخله للضيف سعيد بالعبيد مغسِّل الأموات في شرورة أكد أن الضحية "فاطمة" وصلت للمغسلة من دون حنجرة، وأكد كذلك وجود حالات مماثلة للضحية، منها حالة وصلت برِجْل واحدة، خلافاً لحالات أخرى تعاني خدوشاً وكسوراً، وأنه قام في وقت سابق بإبلاغ مدير المستشفى طالب الصيعري. وقد صادق الدكتور محمد عبدالله السحيم، القاضي بالمحكمة الجزئية بالرياض، على صحة كلام المغسل بالعبيد فيما يتعلق بمكالمته مدير المستشفى، وأشار إلى أنه منع المغسِّل من تغسيل أي جنازة تظهر عليها آثار العنف. وتساءل السحيم: كيف يحدث مثل هذا الخطأ بهذه الصورة؟ ولماذا لم تُحَل "أم فاطمة" من البداية لمستشفى أفضل؟ وأكد السحيم أنه قضى فترة طويلة في مدينة شرورة، ورأى أن نسبة الصلاة على الأطفال حديثي الولادة عالية، وطالب بأن ينال المتسبب في وفاتها جزاءه الشرعي من العقوبة. وانتقد الدكتور صلاح المغربي، استشاري نساء وتوليد بالحرس الوطني، الطبيب الذي أشرف على الولادة؛ لأنه لم يُجرِ أشعة مسبقة للأم، وهو إهمال وتهاون لا بد أن يحاسَب عليهما. من جانبه ذكر الدكتور هادي اليامي، عضو هيئة حقوق الإنسان عضو لجنة "طفلة شرورة"، أن هناك تقريراً مبدئياً مع الطبيب المتسبِّب في وفاتها أقرَّ بالحادثة. وكشف اليامي عن بعض نتائج التحقيق، التي تدين الطبيب، منها أن الطبيب قام بشد الطفلة أثناء الولادة من الكتف، وأثناء الشد انفصل الرأس، كما أن الطبيب قام بإخفاء الطفلة عن أنظار عائلتها. وأوصت اللجنة في نهاية تقريرها بإحالة القضية للجنة الشرعية بعسير.