تسبّب انشغال مُدير مُستشفى مُناوب وفني المُختبر في مُتابعة مباراة كرة قدم في دوري زين للمحترفين داخل صالة استقبال المُستشفى الذي يعملان به بجنوب الطائف، مساء الجمعة الماضي، في تفاقم حالة مريضة، انتظرت ما يزيد على ثلاث ساعات، التدخل الطبي، دون طائل، ما حدا بشقيقها لنقلها إلى مُستشفى خاص داخل المحافظة. وصعّد المواطن الأمر إلى مُدير الشؤون الصحية في محافظة الطائف الدكتور عبد الرحمن كركمان، والذي استقبل شكواه عبر الفاكس بعد أن نسق معه هاتفياً. وفي التفاصيل، نقل المواطن سعد بن محمد الثقفي، وهو من سُكان بلاد ترعة ثقيف (جنوبي الطائف)، شقيقته وتدعى وردة وهي طالبة في الثانوية (17 سنة) إلى طوارئ مُستشفى ميسان العام عند الساعة التاسعة, وكان وضعها الصحي سيئاً جداً، حيث كانت تشعر بآلامٍ في البطن، وضيقٍ شديدٍ بالتنفس. وأضاف: انتظرت المعنيين في قسم الطوارئ دون فائدة، وفُوجئت بوجود المُدير المناوب مع فني المُختبر في صالة الاستقبال بالطوارئ يتابعان مُباراة فريقي الأهلي والرائد, غير مُبالين بالمرضى والمراجعين, حينها أدخلت شقيقتي قسم النساء، وعُدت إليهما، لكنهما تواريا عن الأنظار بعد انتهاء المُباراة، وسط تكدُّس المرضى الذين كانوا ينتظرون فني المختبر. وتابع: عند سؤالي عن المُدير المناوب وفني المختبر, أبلغني حارس الأمن، أنهما ذهبا لتناول وجبة العشاء بالخارج، ما دفع الطبيبة السودانية المُتابعة لحالة شقيقتي إلى إدخالها التنويم، ونحن في انتظار فني المختبر. وأشار المواطن المتضرّر إلى أنه وعند العاشرة والنصف تقريباً، حضرا سوياً (المُدير المناوب وفني المختبر) بعد أن هاتفهما أحد الموظفين من العاملين بالمُستشفى، وطلب منه أن يُخبر المُراجع (شقيق المريضة) أنهما يتناولان طعام العشاء، وعليه الانتظار. وبعد حضورهما، أوضح شقيق المريضة أنه عاتبهما عن غيابهما عن دوامهما، ليرد الفني، قائلا: "يا أخي نحن نظام شفتات وليس دواماً، ولا يستطيع أحد مُحاسبتي, وبعدين وش صار.. ذهبت مع المُدير المناوب للعشاء". وبعد ذلك، دخل شقيق المريضة في نقاش مع المُدير المناوب والذي كان يُدخن السيجارة داخل المُستشفى دون مبالاة بالأوامر السامية الصادرة بمنع التدخين في الإدارات الحكومية, وقال المدير المناوب: "رحنا نتعشى وش فيها", وكان ذلك على مرأى من المراجعين والمرضى الموجودين وقتها. وقال الثقفي: اتصلت من هاتفي النقال على مُدير الشؤون الصحية بالطائف الدكتور عبد الرحمن كركمان، والذي تقبل شكواي هاتفياً مشكوراً، ووعد بالمُحاسبة، وكلف مُدير المستشفيات الخارجية بصحة الطائف الدكتور عبد الرحمن الزهراني، بالاتصال عليه والسماع لشكواه كاملة، ومن ثم قام شقيق المريضة وتجاوباً مع مُدير صحة الطائف وتلبية لطلبه ببعث شكوى كاملة عمّا حدث له عبر الفاكس موثقةً بتواقيع وأسماء عدد من الشهود, حتى يتم التعامل بموجبها مع المُدعى عليهم من قبله. وكانت شقيقة الثقفي، قد خضعت للتنويم بعد حضور الطبيب المناوب، لكن شقيقها لم يطمئن على وضعها الصحي، نظير ما لاقته من إهمال، وتوجّه بها فوراً إلى أحد المُستشفيات الخاصة بالطائف، وتم تنويمها والكشف عن تعرضها لالتهاب حاد بالمريء مع متاعب صحية أخرى وما زالت منوّمة لديهم. بدوره، قال ل"سبق" الناطق الإعلامي في صحة الطائف سعيد الزهراني، إنه سيتم النظر في الشكوى المرفوعة ضد مُستشفى ميسان العام والتحقق من صحتها. مشيراً إلى أن هُناك جوالاً خاصاً بالشكاوى لدى صحة الطائف ورقمه 0557678755، وبإمكان كُل مراجع أو مريض الاتصال هاتفياً عليه أو إرسال رسالة نصية طوال الأربع والعشرين ساعة تتضمن البلاغ أو الشكوى ويتم التعامل معها.