عبَّرت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عن أملها بتفعيل التعاون مع الأجهزة المعنية بحقوق الإنسان كافة، بما يحمي ويعزز هذه الحقوق في بلادنا، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز، اللذين أصدرا توجيهاتهما للأجهزة الحكومية كافة بالتعاون مع الجمعية. مؤكدة أنها لا تزال تجد كل الدعم والتعاون بما يساهم في تحقيق رسالة الجمعية في مجال حماية حقوق الإنسان. وقال رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني، في كلمة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان: "إن موضوع حقوق الإنسان ينال أهمية قصوى تنبع من طبيعة هذه الحقوق وأثر حمايتها على كرامة الإنسان، وقد نص القرآن الكريم على تكريم الله للإنسان في قوله تعالى {ولقد كرمنا بني آدم..}، ويقتضي هذا التكريم الإلهي رعاية هذه الحقوق وحمايتها ومنع كل ما من شأنه أن ينال منها. وتستند التزامات السعودية بحقوق الإنسان إلى ما اشتملت عليه الشريعة الإسلامية من كفالة شاملة للحقوق الأساسية للإنسان، وإلى الاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها، وإلى الأنظمة الداخلية؛ فدستور السعودية هو القرآن والسنة، ومبادئهما ذات قيمة دستورية، ولا يمكن لأية قاعدة قانونية أخرى أياً كان مصدرها أن تخالف ما ورد في القرآن والسُّنة من مبادئ، وقد نصت المادة 26 من النظام الأساسي للحكم في السعودية على أن: تحمي الدولة حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية. ومن هنا فإن أهم مكون لحقوق الإنسان في النظام القانوني للسعودية هو أحكام الشريعة الإسلامية". وقال: "من أجل ذلك تأسست الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، بوصفها جهة غير حكومية مستقلة في 18 محرم من عام 1425ه، الموافق 9 آذار- مارس من عام 2004م؛ لتعمل جنباً إلى جنب مع الأجهزة الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة؛ لتحقيق ذلك الهدف السامي النبيل كما أراده الله سبحانه وتعالى. وقد نص نظام الجمعية الأساسي على أهدافها، وفي مقدمتها حماية وتعزيز حقوق الإنسان، من خلال العديد من الأنشطة، كرصد التجاوزات والانتهاكات لحقوق الإنسان، وتوعية المواطنين والمقيمين بحقوقهم المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية والأنظمة المحلية، وفي مقدمتها النظام الأساسي للحكم والاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها السعودية، ودراسة القضايا والمشاكل ذات العلاقة بحقوق الإنسان وتقديم التوصيات بشأنها، إضافة إلى دراسة التشريعات والأنظمة المحلية وتحديد مدى مواءمتها للمنظومة الدولية". وأضاف: "وقد قامت الجمعية خلال السنوات الماضية بتلقي نحو ثلاثين ألف شكوى وتظلم، تتعلق بموضوعات مختلفة، منها قضايا السجناء والأحوال الشخصية والعنف الأسرى والقضايا الإدارية والعمالية والأحوال المدنية، وتلك الشكاوى ذات الصلة بالقضاء.. إلخ". وبيَّن أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تعتمد على وسائل مختلفة للوصول إلى حالات انتهاكات حقوق الإنسان، سواء تلك التي تصل إلى عِلْم الجمعية من خلال ما يُنشر في وسائل الإعلام وتقارير الهيئات الأجنبية والدولية، أو تلك التي تصل إلى الجمعية عن طريق شكاوى المواطنين والمقيمين، من خلال قنوات الجمعية المختلفة. وتعمل الجمعية للتذكير بأهمية احترام حقوق الإنسان وتعزيزها من خلال نشر الوعي بحقوق الإنسان لدى المواطنين والمقيمين والأجهزة الحكومية، والسعي لإدخال مفاهيم حقوق الإنسان في المقررات الدراسية في مختلف مراحل التعليم. وفي هذا الإطار قامت الجمعية بأنشطة متنوعة، منها تنظيم الندوات والمحاضرات وورش العمل في عدد من مدن السعودية، وطباعة وتوزيع نصوص بعض الاتفاقيات الدولية والأنظمة المحلية ذات العلاقة بحقوق الإنسان، كما تصدر الجمعية نشرة شهرية باسم "حقوق". وقال: "نأمل بأن يكون هناك تقييم لواقع حقوق الإنسان في بلادنا في تلك المناسبات العالمية، ومنها اليوم العالمي لحقوق الإنسان؛ ليكون بمنزلة رصد للتقدم المحرز، ومن ثم العمل على تشجيعه وتحديد وسائل دعم استمراريته، وكشف أوجه القصور والعمل على معالجتها وتلافيها".