قالت الجمعية الفلكية في جدة: إن "كوكبة الجبار" التي تُعرف أيضاً ب "كوكبة الجوزاء"، أخذت في الارتفاع في سماء المملكة مع اقتراب فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، موضحة سهولة مشاهدتها في السماء في الفترة من نوفمبر وحتى فبراير في كل عام، وتحديداً في سماء المملكة من أواخر فصل الخريف إلى فصل الشتاء. وبيّنت أنها تشاهَد هذه الأيام بالعين المجردة من أي موقع من بعد الساعة الثامنة مساء في الأفق الشرقي، فيما تظل مشاهدة طوال الليل في السماء. وتتكون هذه الكوكبة من 21 نجماً تنتظم في مضلع غير منتظم ذي سبعة أضلاع، تتصل به في أعلاه ثلاثة خطوط منكسرة وأقرب نجومها إلى نجم القطب الشمالي يبعد عنه بمقدار 70 درجة عرض سماوية. وفي هذه الكوكبة نجمان من نجوم الدرجة الأولى، أولهما "الرجل" ويزيد لمعانه على لمعان الشمس 1500 مرة، وثانيهما "منكب الجوزاء" وهو عبارة عن نجم أحمر ضخم يزيد قطره على قطر الشمس 300 مرة، ويفوق لمعانه 1200 مرة. وهناك نجمان آخران من نجوم الدرجة الثانية، أحدهما يدعى "المرزم" والثاني "الحزام" يقعان وسط الجزء المدعو "حزام الجبار"، ويقع على يمينه نجم يدعى "المنطقة"، وعلى يساره نجم آخر يدعى "النطاق" وهما نجمان من الدرجة الثالثة. وأضافت الجمعية: عندما نوجه التلسكوب إلى المنطقة الواقعة بين نجوم "الرجل والسيف وحزام الجبار"، نرى في أعماق الفضاء منظراً من أمتع مناظر السماء، وهو "سديم الجبار" وهو سديم انتشاري عبارة عن سحابة ضخمة من الغاز والغبار يتجاوز قطرها 30 سنه ضوئية، ويقع على مسافة 1500 سنة ضوئية عن الأرض، وهو مكان نشط لتكون النجوم الجديدة، إضافة إلى أن النجوم في داخلة تتسبب في لمعانه، ما يجعله واحداً من السدم القليلة التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة، ومن خلال المنظار ثنائي العينية، يمكن مشاهدة البنية الأساسية لهذا السديم ومن خلال التلسكوب الصغير، ستظهر التفاصيل المعقدة داخل الممرات الغبارية. وتعتبر "كوكبة الجبار" مفيدة كدليل لتحديد النجوم الأخرى، فإذا رسمنا خطاً من الحزام باتجاه الجنوب الشرقي نجد "نجم الشعرى اليمانية" وإلى الشمال الشرقي نجد "الدبران" وإذا عملنا خطاً باتجاه الشرق سنجد "الشعرى الشامية".