أعلن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، رئيس هيئة جائزة الملك خالد، فوز صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز (رحمه الله)، بجائزة الملك خالد للإنجاز الوطني لهذا العام، وذلك نظير إنجازاته الكبيرة والملموسة في مجال العمل الخيري والإنساني من أجل النهوض بأفراد المجتمع ورفع مستوى الخدمات المقدّمة لأفراده. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس الإثنين في مقر مؤسسة الملك خالد الخيرية بالرياض، عقب اجتماع أعضاء هيئة الجائزة التي أقرّت أسماء الفائزين. ورفع الأمير فيصل بن خالد، في البداية، أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لما يوليانه من اهتمامٍ بالتخطيط ودعم الأعمال التنموية لبناء الإنسان السعودي وتشجيعهما كل الجهود الوطنية التي تخدم التنمية المستدامة في هذا الوطن الغالي. وأوضح سموه أن إنجازات الأمير سلطان بن عبد العزيز (رحمه الله) في المجالين الإنساني والخدمي لا تُحصى، وشهدتها أراضي المملكة كافة، معرباً عن اعتزازه بالنتيجة التي وصلت إليها هيئة الجائزة. وتابع أنّ ذهاب هذه الجائزة للأمير سلطان، ليس بالأمر المستغرب، مشيراً إلى مآثر الراحل الكبير التي تتحدّث عن نفسها وأسهمت بشكلٍ كبير في دفع عجلة العمل الخيري والإنساني في المملكة العربية السعودية. وعدّدت هيئة الجائزة مجموعة من إنجازات الأمير الراحل في خدمة الإنسانية والمساهمة في النهوض بأفراد المجتمع ورفع مستوى الخدمات المقدّمة لأفراده ومنها: - إنشاء مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية والتي انبثقت منها جملة من المشاريع الإنسانية التالية: . مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، التي تعد واحدة من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم. . برنامج سلطان بن عبد العزيز للاتصالات الطبية والتعليمية، الذي يهدف إلى تقديم خدمات مميزة على المستوى الوطني في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي. . مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم التقنية، الذي يهدف إلى نشر مبادئ المعرفة، وابتكارات العلوم والتقنية. . مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية للإسكان، التي تهدف إلى بناء وتمليك الأسر المحتاجة مساكن نموذجية والإشراف عليها. - دعم وتمويل برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمي للمنح البحثية والمتميزة بجامعة الملك سعود، وكذلك الكراسي البحثية والبرامج والجوائز العلمية والبحثية والتطويرية في كل جامعات المملكة. - تأسيس جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه بجامعة الملك سعود.
كما عدّدت هيئة الجائزة أيضاً عدداً من الكراسي والبرامج العلمية التي دعمها (رحمه الله) في المملكة وساهمت في نيله الجائزة باستحقاق وأبرزها: - كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز في هندسة البيئة بقسم الهندسة المدنية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وهو أول الكراسي والبرامج والجوائز العلمية في الجامعة. - كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز لتقنية الاتصالات والمعلومات بجامعة الملك سعود. - كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للبيئة والحياة الفطرية بجامعة الملك سعود. - كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة الملك سعود. - كرسي جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه بجامعة الملك سعود. - كرسي مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة الملك سعود. - الكرسي العلمي للأقليات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة. - كرسي الأستاذية لأبحاث الطاقة والمياه بجامعة الأمير محمد بن فهد بالمنطقة الشرقية. - مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء بجامعة الملك سعود. كما تضمن المؤتمر الإعلان عن نتائج الفروع الأخرى، حيث فاز الدكتور عبد الله بن حسين الخليفة بجائزة الملك خالد للعلوم الاجتماعية، التي تُعنى بكل ما يتصل بدراسة المجتمع السعودي وتنميته وتطويره وتشمل الجائزة علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية وتهدف إلى دفع البحث العلمي في مجال الدراسات الأكاديمية لخدمة المجتمع وتشجيع الباحثين في مجال العلوم الاجتماعية. وأوضحت هيئة الجائزة أن التقدير الممنوح للدكتور الخليفة جاء نظير جهوده في العلوم الاجتماعية والدراسات السكانية وما يتعلق بالمسوح الاجتماعية الكمية، وكذلك إسهامات بحوثه وكتاباته وارتباطها الوثيق بواقع المجتمع السعودي، حيث اتسمت بالجدة والأصالة والعمق، وبالتالي استحق الجائزة البالغة قيمتها 750 ألف ريال، ومن تلك الدراسات التي استقصاها الدكتور الخليفة أخيراً: - أثر العوامل الاجتماعية في توزيع السكان على أحياء مدينة الرياض (دراسة ميدانية). - العوامل الاجتماعية المؤثرة في الفارق العمري بين الزوجين. - أثر اتجاهات الجريمة والخصائص الاجتماعية والاقتصادية لمجتمعات الوافدين الأصلية في سلوكهم الإجرامي في المجتمع السعودي (دراسة ميدانية). - الحاجة للسكن بالمملكة العربية السعودية (13 جزءاً بعدد مناطق المملكة). - المحددات الاجتماعية لتوزيع الجريمة على أحياء مدينة الرياض.
أما الفرع الثالث للجائزة وهو المشروعات الاجتماعية فقد مُنحت لمركز العون للمعوقين بمكة المكرّمة. وجاء فوز مركز العون نظراً لدوره في تقديم الخدمات والرعاية الشاملة لشريحة الأطفال المعوقين ذهنياً على أيدي كوادر متخصّصة باستخدام أحدث التقنيات في عمليات التعليم والتأهيل والتدريب مع اهتمامٍ خاص بتعزيز التشريعات والقوانين التي تعمل على حماية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى توعية أفراد المجتمع بقضايا الإعاقة والمعوقين، وبالتالي استحقّ الجائزة البالغة قيمتها 750 ألف ريال.
أما الفرع الرابع للجائزة (جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة) التي تُمنح بالشراكة مع الهيئة العامة للاستثمار؛ لثلاث شركات تعمل على تطبيق أفضل الممارسات وتتبنى البرامج الأكثر فاعلية في دعم التنمية المستدامة، فقد فازت بها المنشآت التالية على التوالي: المركز الأول: شركة مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع (مرافق). المركز الثاني: الشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية (ناتبت). المركز الثالث: مستشفى الدكتور سليمان فقيه.
وعلّق الأمير فيصل بن خالد رئيس هيئة الجائزة عقب انتهاء المؤتمر الصحفي قائلاً: "بحمد الله، حققت جائزة الملك خالد أثراً إيجابياً في أوساط المجتمع، عبر دعمها الإنجازات والأعمال والمبادرات الاجتماعية المتميزة، التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن"، مؤكداً أن مؤسسة الملك خالد الخيرية ستواصل سعيها الدؤوب لمساندة جهود الدولة في دعم الأعمال الخيرية والاجتماعية والتنموية بناءً على معطيات العلم والدراسات والبحوث، إضافةً إلى تعزيز مفاهيم التنمية في المملكة والعمل المؤسسي الاجتماعي، ودعم ممارسات المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص بما يعود بالنفع على المجتمع. وأعلن الأمير فيصل بن خالد أن الجائزة ستحظى برعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لتكريم الفائزين بها في فروعها الأربعة يوم 23 المحرم 1433ه. وقال سموه إن الفائزين بالجوائز سيحصلون على شهادات تقديرية تتضمن مبررات نيلها، وميداليات، ودروع تذكارية ومبلغ مالي يمنح لكل جائزة، يقدر بمليون ريال لجائزة الإنجاز الوطني، و750 ألف ريال لجائزة العلوم الاجتماعية، و750 ألف ريال لجائزة المشروعات الاجتماعية، في حين أن جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة هي جائزة تقديرية تمنح ل 3 منشآت في القطاع الخاص تميزت بعطائها للمجتمع. وأوضح سموه أن مؤسسة الملك خالد الخيرية ستواصل عملها الدؤوب لمتابعة نهج الملك خالد بن عبد العزيز (رحمه الله) في الاهتمام بخدمة المجتمع السعودي عبر دعم الأعمال الخيرية والاجتماعية والتنموية، وتعزيز مفاهيم التنمية والعمل المؤسسي الاجتماعي في المملكة، وتقدير المتميزين في مجال العمل الاجتماعي وتشجيعهم، وترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية عند منشآت القطاع الخاص، وتشجيع البحوث والدراسات الاجتماعية والتنموية التي تخدم أبناء الوطن. وقال: "يسعدني أن أهنئ الفائزين بالجوائز"، سائلاً الله أن تكون عوناً لهم في مواصلة مشوار العمل المخلص والمثمر الذي يخدم وطننا العزيز، وأن تكون محفزاً للجميع في تبني المبادرات والمشروعات والبرامج التي تسهم في نماء هذا الوطن الغالي وازدهاره.