أكّد الناطق الإعلامي ب "صحة عسير" سعيد النقير، إقلاع طائرة الإخلاء الطبي، ظهر اليوم، من مطار أبها إلى الرياض تنفيذاً لتوجيهات وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة؛ لنقل المريضة السعودية التي تعرّضت لانفجارٍ في الرحم في أحد المستوصفات الخاصة بخميس مشيط. وأوضح النقير أنه تم نقل المريضة من مستشفى أحد رفيدة إلى مطار أبها في سيارة إسعاف بمرافقة فريق طبي، ومن ثم تم نقلها بطائرة الإخلاء الطبي إلى مستشفى مدينة الملك فهد الطبية بالرياض وفقاً لتوجيهات وزير الصحة. وكان النقير قال ل"سبق" إن "مدير عام صحة عسير عبد الله الوادعي تابع حالة المريضة واطمأن على الإجراءات الطبية كافة التي عملت لها بمستشفى أحد رفيدة، وكان الوادعي قد وجّه في وقتٍ سابقٍ بسرعة التحقيق في جوانب الموضوع كافة". وأضاف النقير "المريضة وصلت لطوارئ مستشفى أحد رفيدة، فجر الجمعة، عن طريق إسعاف أحد المستوصفات الخاصة في حالة فقدانٍ للوعي وولادة حرجة، وتم التعامل مع الحالة كما ينبغي حيث وجد نزيفٌ حاد ووفاة للجنين قبل الولادة، كما وجد تهتكٌ في الرحم طولي وعمل لها عملية ترقيع من قِبل أخصائي الجراحة". وكان زوج المواطنة ماجد منصور آل محفر سرد ل "سبق" تفاصيل الواقعة، قائلاً: "تابعتْ زوجتي خلال الأشهر القليلة الماضية حملها لدى طبيبة مصرية في أحد المستوصفات الخاصة في خميس مشيط (تحتفظ "سبق" باسمه) وأقنعت الطبيبة زوجتي بالولادة لديها، وستحظى بالخصوصية التامة والخدمة المتميزة". وأضاف: "شعرت زوجتي الخميس الماضي بآلام الطلق، وتوجهتُ بها على عجلٍ إلى المستوصف المعني عند الساعة 10:05 مساءً. وأبلغتنا الطبيبة هناك بعد الكشف المبدئي بانفتاح الرحم 5 سم، وطلبت منها المشي في ردهات المستوصف لتسهيل عملية الولادة". وتوجهت مصطحباً ابنتي الصغيرة إلى المنزل، للعودة فيما بعد. وفي وقتٍ لاحق، هاتفت المستوصف غير مرة، ولم يجب أحد. وعند الساعة 3:25 فجراً، أجاب موظف الاستقبال، وأخبرني بعدم وجود موظفين. وعند سؤالي عن زوجتي، أفادني أن ولادتها قد استعصت، وجرى إحالتها إلى مستشفى أحد رفيدة العام. وتابع زوج المواطنة "توجهت إلى مستشفى أحد رفيدة العام، وفي الطريق وردني اتصالٌ هاتفي من ممرضة تعمل في المستشفى عند الساعة 3:30 فجراً، وأبلغتني أنه جرى نقل زوجتي إلى مستشفاهم من قِبل المستوصف المعني، وأن حالتها الصحية خطيرة جداً. وفي المستشفى، أفادوني بأن حالتها حرجة جداً بسبب انفجار الرحم، وأن المولود قد توفي قبل ولادته، وطلبوا مني التوقيع على إجراء عملية جراحية مستعجلة لإنقاذ حياتها، وهو ما قمت به". وباشر الأطباء المتخصّصون في المستشفى العملية الجراحية التي استغرق إجراؤها 4 ساعات من الساعة 4:00 فجراً حتى 8:00 صباحاً. وما زالت زوجتي ترقد في المستشفى تحت الملاحظة. وبيّن آل محفر أن زوجته أفادته بأنها حُقنت في المستوصف المعني بإبرتين لا تعلم نوعهما، مرجحة أن تكونا خاصتين بالطلق الصناعي، وعند إحساسها بألم الولادة، ضغطت الممرضة المساعدة على منطقة الكلى بقوة لمراتٍ عدة، بينما كانت الطبيبة المعنية تضغط على أعلى البطن، وأمرتها لاحقاً بالجلوس والاستلقاء عدة مرات، مشيرة إلى أنها أحسّت بألمٍ شديدٍ نزل على أثره رأس المولود مع نزيفٍ، فيما بدأت تنتابها حالات إغماء، الأمر الذي جعل الطبيبة تطلب من الممرضات نقلها إلى مستشفى أحد رفيدة العام. وأكدت المواطنة المتضرّرة لزوجها، أن رجلاً نقلها إلى سيارة الإسعاف، حيث حملها على يديه وهي في حالة جلوس. ووصف آل محفر ما تعرّضت له زوجته، بأنه من أبشع صور العبث بكرامة البشر، وأن فيه انعداماً للوازع الديني ومبادئ الإنسانية، وإزهاقاً لأرواح الأبرياء، وعدم احترام المهن، وتجاوزاً للأنظمة والقوانين، متوعداً برفع شكوى إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير. وطالب بالتحقيق مع إدارة المستوصف، لكشف مُلابسات القضية وأبعادها، ومحاسبة المتسبّبين في انفجار رحم زوجته، وما ترتب على ذلك من مضاعفاتٍ عضويةٍ وجسدية، وأبعادٍ نفسية ومعنوية. كما طالب بتحويل زوجته إلى مستشفى الملك فيصل التخصّصي لإكمال العلاج اللازم، وتعويضه عن الضرر الذي لحق به وبزوجته وأبنائه.