حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ، في خطبة عيد الأضحى، من دعوات الكيد لحكام المملكة وأهلها، حيث أدت جموع المسلمين صلاة العيد يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، وألقى فضيلة الشيخ آل الشيخ خطبتي العيد. وقال آل الشيخ: "إن هذه البلاد قد أنعم الله عليها بنعم عظيمة". وأضاف أن "الواجب تجاه هذه النعم أن يتكاتف أهل هذه البلاد مع حكامها للخير والبر، وأن يتعاونوا على ذلك وأن يحذروا من كل دعوة تكيد لحكامها ولأهلها ولمجتمعها، ونسأل الله أن يحقق لنا الأمن والأمان ولسائر بلاد المسلمين". وقال آل الشيخ: "أصابت بلداناً كثيرة هزات اقتصادية وانهيارات مالية، يتلمسون لها الحلول والعلاج، ألا وإن العلاج الأوحد والسبيل الوحيد للإصلاح هو عند الخالق جل وعلا الذي أرسل للبشرية جمعاء رحمة مهداة ونوراً لهذه الأرض ولأهلها، إنه محمد صلى الله عليه وسلم الذي حذر البشرية من أسباب الانهيار الاقتصادي حينما أعلنها جلية في موقفه يوم عرفة حينما قال: "إن ربا الجاهلية موضوع". فيجب دراسة هذا النور ونظام الإسلام الشامل خاصة النظام الاقتصادي ففيها العلاج الناجح ". وخاطب آل الشيخ معاشر المسلمين أنه في مثل هذا الموسم وأمتنا تعيش حالة قاسية ومرحلة خطيرة، فإنه آن الأوان أن نستدرك ونستيقن يقيناً جازماً أن المسلمين لن يكونوا في منأى عن الشقاء والمحن ولا عن العناء والفتن إلا حينما يتمسكون بثوابتهم ويعودون إلى أصالتهم. وشدد على أن أساس القوة والتمكين وركن الأمن المكين هو التمسك بالوحيين والهديين ولهذا أعلن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المحفل العظيم الذي ودع فيه أمته حينما قال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي". وقال: ولقد رأى المسلمون جميع ما حل في بعض بلدان المسلمين التي جعل حكامها كتاب الله جل وعلا وراءهم ظهرياً واستبدلوها بالقوانين الوضعية، وما كان وراء ذلك إلا الخزي والعار والتفرق والاختلاف والعاقبة السيئة والحال الحزينة، نسأل الله جل وعلا أن يهيئ لشعوب تلك البلدان حياة طيبة وعيشة راضية ترضى الخالق عز وجل وتسعد العباد في الدنيا والآخرة. وأكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن الدماء المعصومة محترمة ومعظمة في القرآن وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "فلقد حذر عليه الصلاة والسلام من التهاون في الدماء ومن التقاتل بين المسلمين، فالويل لمن تتلطخ يداه بدماء المسلمين، ما هو عذره عند ربه سبحانه يوم يلقاه؟ فأين العقل الرصين وأين أخوة الدين وأين محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم؟!". وقال إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف: "العيد ليس بلبس الجديد ولكن العيد الحقيقي لمن كان في طاعة ربه مكثراً ومن كانت طاعته تكثر وتزيد، وليس العيد من ركب أفخم مركوب ولكن العيد لمن حطت عنه الخطايا وغفرت له الذنوب".