لا تخلو أعمدة الرأي من استراحات الظل للتخفيف على القارئ من مشاكله، فيرصد كاتب ظاهرة الإعلام التفاعلي، أو مشاركة القراء في الصحف بالتعليقات، مشيراً إلى أن القارئ يقول في تعليقه ما لا يجرؤ عليه الكاتب في مقاله، فيما يطالب كاتب آخر بوصف حسن المرأة ب "وَسيمة وقَسيمة" وليس ب "صَاروخ ومَانجا وقشطة". كاتب سعودي: القارئ يقول في تعليقه ما لا أجرؤ عليه في مقالي يرصد الكاتب الصحفي عابد خزندار في صحيفة "الرياض" ظاهرة الإعلام التفاعلي، أو مشاركة القراء في الصحف بالتعليقات، أو الكتابة في مواقع العلاقات الاجتماعية " تويتر وفيس بوك" واصفاً هذه الصحافة بأنها حرة لا تخضع للرقابة، فهي تقول ما لا يقوله الكتاب والصحفيون، يقول الكاتب: "الصحافة التفاعلية.. أو إن شئت الإعلام المتفاعل، هي تلك التي تسمح للقارئ بالتعليق على الخبر والعمود الصحفي وكل ما ينشر فيها، وبذلك تتعرف على رد فعل القارئ وتفاعله مع الأحداث، وكلما كان هامش الحرية المتاح للقارئ واسعاً، كلما تمكنت الصحيفة من الوصول إلى نبض القارئ ودخيلته، والملاحظ أن هامش الحرية المتاح للقارئ أوسع من المتاح للكاتب الصحفي، وأنا أقول ذلك من واقع تجربة شخصية باعتباري كاتب عمود صحفي، وغالباً ما ألاحظ أن القارئ في تعليقه يقول ما ترددت أو لم أجرؤ أن أقوله، فعلى سبيل المثال غالباً ما ألجأ لكي أتجنب مقص الرقيب إلى التورية والمواربة والالتفاف حول الموضوع دون الدخول فيه مباشرة، فأفاجأ بأن القارئ فسر ما واريته والتففت حوله وصرح به"، ويضيف الكاتب: "لا شك في أن الصحافة التفاعلية هذه أعطت جرعة من الحياة للصحافة ولولاها لانتهت الصحافة إلى الموات، وهو ما يحدث لها تدريجيا الآن في وجود التويتر والفيسبوك وماي سبيس والمدونات، فهنا الحرية ليس لها هامش بعكس تعليقات القراء التي تخضع في النهاية لرقابة الصحيفة، وهنا ستستطيع أن تتعرف على النبض الحقيقي للشعب، فليس ثمة من يراقب أو يحد من حرية ما يكتب في هذه الوسائل الالكترونية، ولو حاولت جهة ما حجبها لاحتاجت إلى الملايين وإلى آلاف المراقبين، ثم إن هذه الوسائل أسرع من الصحف في نشر الخبر حتى من الصحف التي لها أكثر من طبعة في اليوم"، وينهي الكاتب متسائلاً: "هل يأتي اليوم الذي تنتهي فيه الصحافة؟ لقد ماتت فعلاً صحف كبيرة واسعة الانتشار مثل نيوز أو ذي وورلد والساينس كريستيان مونتير، والبقية يجب أن تتغير وتتجدد لكي تستمر على قيد الحياة".
"العرفج" المرأة "وَسيمة وقَسيمة" وليست "صَاروخ ومَانجا وقشطة" يرصد الكاتب الصحفي أحمد عبد الرحمن العرفج في صحيفة "المدينة" الألفاظ التي أطلَقها العَرَب عَلى حُسن وجَمَال المرأة، ودَرجاتهما، مشيراً إلى ضرورة تعرف المجتمع على هَذه القَائمة مِن المُفردات، لتَعرف كُلّ امرَأة مَكانها في سلّم الجَمَال! وليتوقف المجتمع عن استخدام الألفاظ الخشنة مثل صَاروخ ومَانجا وقشطة وزي اللوز، ففي مقاله "الثَّراء في أوصَاف النِّساء!" يقول الكاتب: "إنَّ المُتصفِّح للسان العَرب ومُفردات اللغة يَجد أنَّ القَاموس كَان دَقيقًا في استعمَال المُفردات، وحَسَّاسًا في إطلَاق الكَلِمَات، لذا وَضع العَرَب مَراتب لحُسن المَرأة، حيثُ وَصفوا المَرأة التي تَحمل مَسحة مِن الجَمَال بأنَّها وَضيئة وجَميلة، بَينما وَصفوا المَرأة التي تُشبه غَيرها مِن النِّساء -أي إذَا تَشابه بَعضهنّ في الحُسن- بأنَّها حُسَّانة! وطَالما أنَّ مَحلَّات أدوَات التَّجميل في كُلِّ مَكان، ومَاركات المَاكياج تَنتشر في كُلِّ زَمان، فإنَّ العَرَب لا تُحبِّذ أدوَات الزِّينة، وهَذا مِن مَصلحة الأزوَاج، لأنَّهم سيُوفِّرون آلاف الرِّيالات التي تُنفق في أدوَات الزَّخرفة والزَّبرقة، لذَا يَمتدح العَرب المَرأة التي تَستغني عَن أدوَات التَّجميل فيُقال لَها غَانية، لأنَّها استغنَت بجَمالها عَن الزِّينة، وبالمُناسبة فقَد جُني عَلى مُفردة غَانية، حِين حُرِّفت في مَواضع كَثيرة، وانزَلقت إلى مَناطق تُحرِّف المَعنى، وتُسيء للمَبنَى!"، ويمضي الكاتب راصداً: "وطَالما أنَّ النِّساء الكسَالى اللامُباليات انتشَرن بَيننا مِن أمثَال الرّفلاء وأخوَاتها، فإنَّ العَرَب لَم تُهمل هَذا الصَّنف مِن نُون النّسوة، فقَد أطلَقوا عَلى المَرأة التي لا تَهتم بلبس الثّياب الحَسنة معطَال! أمَّا الحُسن الثَّابت في وَجه المَرأة كثبُوت الجِبَال، أو كالوَسم في الجبين، فصَاحبة هَذا النّوع مِن الجَمال تُسمَّى وَسيمة! وإذَا قَسِمَ الله لَها حَظًّا وَافرًا مِن الحُسنِ فهي قَسيمة، أعاذنَا الله وإيَّاكم مِن سَاهر ومواصل... وغَيرهم ممَّن يَتصيّدون؛ لَيس كُلّ فَاتنة ووَسيمة؛ بَل كُلّ مُخالف ليُجازوه بقَسيمة، وإن كَانت القسمة ضِيزَى حَسب كُلّ مُخالف ومُخالفة، ولكَ أن تَتصوَّر أنَّ أعين الرِّجَال كأنَّها كَاميرات تُصوَّب نَحو المَرأة، فإذَا كَان حُسنها حِين النَّظر يَنشر الرّوع، ويَزرع الرَّوعة، فهي رَائعة! وإذَا كَانت الغِيرة مُشتعلة بَين النِّساء، كاشتعَال الشَّكوى بين النَّاس، فإنَّ العَرب اختَاروا وَصفًا يُلائم الانبهَار والإبهَار، فأسموا هَذا النّوع مِن النِّساء بَاهرة!"، وينهي الكاتب بقوله: "إنَّ العَرَب عِندَما أطلقوا أوصَاف الحُسن والجَمَال، كَان لَديهم الضَّوابط والمَقاييس، فأطلقوا الاسم عَلى المُسمَّى، وأطلقوا الأقوَال عَلى قَدر الجَمال، والأمثَال عَلى قَدر الأفعَال، بَينما أفرَط العَامَّة في وَصف الأُنثى بمُفردات تُشوّه أنوثتها، مِثل: تهبل، تاخذ العَقل، صَاروخ، فلقة قَمَر، تَقول للقَمر قوم وأنا أجلس مَكانك، مَانجا، قشطة، عسّولة، زي اللوز، لُقطة.. إلى آخر هَذه المُفردات المخشوشنة!".