تُوفّي قبل قليل الشيخ علي بن عبدالله الأحمري، رئيس مركز الأسواق بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير، متأثرًا بالطلق الناري الذي أصابه الجمعة الماضية عندما كان يرافق رجل أمن لنقل حدث وسجين إلى احد رفيدة. وبين الناطق الإعلامي بصحة عسير، سعيد النقير أن الشيخ علي أُجريت له عملية إنعاش رئوي بعد توقف قلبه، لكن دون استجابة. وأضاف النقير بأن أفراد الطاقم الطبي بمستشفى عسير المركزي بذلوا قصارى جهدهم لإنقاذ الشيخ علي، لكن إصابته كانت حرجة للغاية. مشيراً إلى أن الأطباء شخصوا حالته من قبل بوفاة دماغية نتيجة إصابته بطلق ناري فى الرأس. ونقل النقير تعازي المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة عسير، الدكتور عبدالله الوادعي، إلى أهل المتوفَّى وذويه، سائلاً المولى أن يتغمده بواسع رحمته. وأكد الناطق الإعلامي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ عوض الأسمري، وفاة الشيخ علي بن عبدالله الأحمري عن عمر (52 سنة) متأثراً بالطلق الناري الذي أُصيب به. مضيفاً بأن الهيئة والشرطة بينهما تعاون مستمر للقبض على الجاني. وبيَّن الأسمري أن الفقيد الأحمري كان مشهودًا له بحُسْن السلوك، وكان من خيرة رجال "الهيئة". وكانت "سبق" قد نشرت تفاصيل الحادثة في حينها من مصادرها الموثوقة، التي كشفت عن أن الحدث الذي أُلقي القبض عليه في صبيا بمنطقة جازان برفقة أحد الأشخاص مبلَّغ عن تغيبه ومتهم في قضية عقوق والديه، وقد نجحت الأجهزة الأمنية في القبض عليه هو ومرافقه الذي يؤويه، وخضعا للتحقيقات لدى الشرطة. وكشفت مصادر ل"سبق" عن وجود علاقة بين الحدث والشخص الذي كان يؤويه. وطبقاً للأنظمة فإن الحدث مبلَّغ عنه من قِبل والده لدى شرطة أحد رفيدة؛ ولا بد من نقله إلى هناك، على أن يرافقه رجل أمن وأحد رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأضافت المصادر بأنه تم تجهيز سيارة لنقل المقبوض عليهما إلى أحد رفيدة قبيل ظهر أمس الأول الجمعة، وتم تجهيز سيارة، وُضع فيها الحدث ورفيقه مكبَّلَيْن، ومعهما رجل أمن (25 سنة)، فيما ركب رئيس هيئة الأسواق بجوار السائق، وأثناء السير أطلق الحدث النار على رجل الأمن؛ فتوقف سائق السيارة، وهرع رئيس هيئة الأسواق بأبها لنجدة رجل الأمن وإنقاذه، فإذا بالحدث يقابله بإطلاق رصاصة في رأسه، ووضع السلاح في وجه السائق، وأمره بفك القيود الحديدية من أيديهما تحت تهديد السلاح، وأمرا سائق السيارة بالسير لمسافة تزيد على ثمانية كيلومترات في اتجاه أحد الأودية، والتوقف وعدم مغادرة المكان إلا بعد أن يختفيا تماماً، ثم لاذا بالفرار تجاه الوادي، فيما أبلغ قائد السيارة الجهات الأمنية بالحادث. وقد هرعت الدوريات وسيارة الإسعاف إلى المكان، ونُقل المصابان للمستشفى في حالة خطيرة للغاية، خاصة رجل الهيئة؛ لأن إصابته كانت في الرأس، وجرت له عمليات إنعاش متكررة، واتضح أن حالته لا تسمح بنقله بالإخلاء الطبي، وتخوَّف الأطباء المتابعون لحالته الصحية من تدهورها. وأكدت المصادر ل"سبق" أن القضية لا علاقة لها بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سواء في أحد رفيدة أو القبض على الحدث ورفيقه في صبيا، بل إنها قضية خاصة بالشرطة. مشيرة إلى أنه طبقاً للأنظمة عند نقل الأحداث من موقع إلى آخر فلا بد من مرافقة رجل من الهيئة لرجال الأمن أثناء عملية النقل، وبالفعل بُحث عن أحد موظفي الهيئة؛ ليرافق رجل الأمن، ولم يجد رئيس هيئة الأسواق أحداً من زملائه؛ فرافق هو رجل الأمن لنقل المتهمَيْن. وقد احتسب الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز الحمين، وجميع منسوبي الهيئة في جميع فروعها ومراكزها عند الله الشيخ علي الأحمري رئيس مركز هيئة الأسواق بأبها, الذي أصيب بطلق ناري في رأسه أثناء مساندته لإخوانه رجال الأمن, وسأل الشيخ الحميِّن المولى عزَّ وجل أن يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته.