أكد الإعلامي والمذيع بالتليفزيون السعودي، مشرف بن فالح المحيميس، أن مستقبل الأدب والثقافة تحت قدمي "الآي باد"، محذراً من عاصفة إلكترونية تشكل خطراً على الكتاب، وتزيد الفجوة بينه وبين النشء. وقالَ المحيميس: "أدخل على أولادي فلا يردون التحية، كلّ منهم مشغول بجهاز تقني؛ "آي باد" و"آي فون" وخلافه، فكيف سيتناول أحد منهم كتاباً أو رواية تحتوي على مئات الصفحات ويقرؤها؟!". وأكد المحيميس أن الإعلام المرئي لا يستطيع أن يخدم المادة الأدبية ذاتها، مشيراً إلى أنه "لن يجد المذيعُ التليفزيونيُّ أحداً يتابعه لو تناولَ رواية تحتوي على 400 صفحة، واستمر لأيام يقرؤها على شاشة التلفاز، لكن التلفاز يخدم المثقفين والأدباء بتقديمهم للمجتمع". جاء ذلك في ندوة نادي الجوف الأدبي الثقافي التي عقدها مساء أمس بعنوان "الصحافة الأدبية: تكامل الثقافة والإعلام"، بمشاركة الإعلامي مشرف بن فالح المحيميس، ومدير مكتب صحيفة "الجزيرة" بمنطقة الجوف محمد بن هلال السياط، ورئيس تحرير صحيفة "إخبارية الجوف" الإلكترونية أحمد بن محسن الرويلي. ورأى الرويلي أن الصحافة الإلكترونية انتصرت للمثقفين، وحررتهم من مقص الرقيب الذي كانت تفرضه الصحافة المطبوعة، التي حرمت الكثيرين من نشر إبداعاتهم, مشيراً إلى أن الصحافة الإلكترونية جاءت لترفع سقف الحرية، وتسجل حضوراً انتصر للأدب والأدباء. وشهدت الندوة حضوراً كثيفاً للمثقفين والإعلاميين، وتحولت إلى ساحة سجال بين ممثلي الصحافة المطبوعة وممثلي الصحافة الإلكترونية، حيث قدّم كلا الطرفين براهينه على أن ما يمثله هو الأقوى في الساحة الإعلامية. وقال محمد السياط إن الصحف الورقية تمتلك كبار الكتاب وعمالقة الصحافة، وصاحبة الحضور الأقوى، وتقدم دعماً للأدب والأدباء، مستشهداً بنجاح الكثير من الملاحق الصحفية التي تصدرها الصحف وتختص بالأدب والثقافة, فيما قدم الرويلي إحصاءات وأرقام مستخدمي الإنترنت المتزايدة، ليختتمها بسؤاله: "هل هذه الأرقام ستخدم المثقفين والأدباء أم لا؟". وشهدت الندوة مداخلات متعددة طرحت تساؤلات حول ما تقدمه أنواع الصحافة والإعلام المقروء والمرئي والإلكتروني للأدب والأدباء، ورأى أحد الحضور في مداخلةٍ له أن الصحافة الإلكترونية فتحت المجال أمام أنصاف الأدباء، بل حتى عديمي الموهبة، فاختلط الحابل بالنابل، وأصبحت تقدم للقارئ ما لا يليق في ذائقة المثقف الواعي.