رأس خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، بعد ظهر اليوم الاثنين، في قصر اليمامة بمدينة الرياض. في بداية الجلسة، أعرب خادم الحرمين الشريفين عن تقديره لما عبر عنه قادة الدول الشقيقة والصديقة من مشاعر صادقة تجاه المملكة بمناسبة اليوم الوطني الحادي والثمانين، ولما أبداه أبناء المملكة بهذه المناسبة من تهانٍ وتبريكات، وما عبروا عنه من مظاهر الفرح والسرور في جميع المناطق حباً للوطن وفخراً بما تحقق فيه ولله الحمد من إنجازات، سائلاً الله عز وجل أن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والاستقرار لتواصل دورها ومسيرتها في خدمة أبنائها والأمتين الإسلامية والعربية. ثم أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على لقائه مع الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية، مجدِّداً -أيده الله- تأكيده على موقف المملكة الداعم ليمن موحد آمن ومستقر.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن المجلس قدّر عالياً المضامين الضافية التي اشتمل عليها خطاب خادم الحرمين الشريفين لدى تشريفه أعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى يوم أمس والذي تناول فيه السياستين الداخلية والخارجية للمملكة، وما وجهه من رسائل مهمة لأعضاء المجلس والمواطنين، وعد خطابه -حفظه الله- وثيقة ومنهاج عمل لمواقف الدولة وتوجهاتها إزاء كثير من القضايا والمستجدات على الساحات الإسلامية والعربية والدولية. وصدور قراره -في إطار إيمانه الكامل بدور المرأة في المجتمع السعودي في كل مجال عمل وفق الضوابط الشرعية- بمشاركة المرأة في مجلس الشورى عضواً، اعتباراً من الدورة القادمة وفق الضوابط الشرعية وأحقية المرأة اعتباراً من الدورة القادمة بترشيح نفسها لعضوية المجالس البلدية وأحقيتها في المشاركة في ترشيح المرشحين وفق ضوابط الشرع الحنيف .
وبيّن خوجة أن مجلس الوزراء نوه بما يضطلع به مجلس الشورى من جهود وما له من حضور مميز في الساحات البرلمانية الدولية, وما يقدمه من مشورة ويصدره من قرارات صائبة لمصلحة الوطن والمواطن والسياستين الداخلية والخارجية للمملكة.
إثر ذلك استمع المجلس إلى تقارير بشأن مختلف النشاطات التي شهدتها الساحة المحلية خلال الأسبوع الماضي ومن بينها فعاليات المؤتمر العالمي حول ظاهرة التكفير الأسباب والآثار والعلاج، الذي عقد في رحاب الجامعة الإسلامية بطيبة الطيبة الذي افتتحه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأعرب في هذا الصدد عن اعتزازه الجم بالمضامين البارزة التي اشتملت عليها الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- إلى المشاركين في هذا المؤتمر الذي حضره أكثر من 500 عالم وباحث من 23 دولة ناقشوا أكثر من 120 بحثاً، كما قدر المجلس ما خرج به من نتائج وتوصيات من بينها التوصية بإنشاء رابطة العلماء المسلمين، تنطلق من المملكة العربية السعودية وتشرف على تأسيسها جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.
كما أبدى امتنانه لرعاية خادم الحرمين الشريفين لنشاطات سوق عكاظ الثقافي في دورته الرابعة الذي تحتضنه محافظة الطائف حالياً لما له من دور كبير في تعزيز الحراك الثقافي الذي تعيشه المملكة في هذا العهد الزاهر.
وانتقل مجلس الوزراء بعد ذلك إلى استعراض أبرز المستجدات الراهنة عربياً وإقليمياً ودولياً وفي مقدمة ذلك النشاط المكثف الجاري في أروقة الأممالمتحدة بمناسبة انعقاد الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي سجلت مشاركة فاعلة لوفد المملكة العربية السعودية في مداولاتها.
ورحب المجلس في هذا الشأن بتدشين مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب الذي وقع اتفاقية تأسيسه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وأسهمت المملكة في تغطية ميزانيته لثلاث سنوات بمبلغ عشرة ملايين دولار ؛ وجاء تتويجاً لمقترح خادم الحرمين الشريفين بإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي استضافته الرياض عام 2005م بمشاركة ما يقرب من 60 دولة والعديد من المنظمات الإقليمية والدولية، معبراً عن الأمل أن يسهم هذا المركز الذي يعد أول مؤسسة أممية متخصصة لمكافحة الإرهاب في التعريف بظاهرة الإرهاب دون انتقائية أو ازدواجية ومعالجة أسبابه واجتثاث جذوره ومكافحته بكل حزم لدعم الأمن والاستقرار الدوليين.
كما تابع المجلس باهتمام بالغ في هذا الإطار آخر مستجدات القضية الفلسطينية عقب الطلب الذي تقدم به الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية إلى مجلس الأمن الدولي بالتصويت لصالح طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين في الأممالمتحدة، مشدداً على مساندة المملكة التامة للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في تحقيق دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وأفاد الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، أن المجلس واصل إثر ذلك مناقشة جدول أعماله وأصدر القرارات التالية : أولاً : وافق مجلس الوزراء على تفويض رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب التركي في شأن مشروع "مذكرة تفاهم بين هيئة الهلال الأحمر السعودي وجمعية الهلال الأحمر التركي" والتوقيع عليه في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار ومن ثم رفع ما يتم التوصل إليه لاستكمال الإجراءات النظامية اللازمة .
ثانياً: وافق مجلس الوزراء على تفويض وزير التعليم العالي -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب المجري في شأن مشروع مذكرة تعاون علمي وتعليمي بين وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية ووزارة الموارد الوطنية في جمهورية المجر والتوقيع عليه في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية .
ثالثاً: قرر مجلس الوزراء اعتماد الحساب الختامي للمؤسسة العامة للموانئ للعام المالي (1430/1431ه).
رابعاً: وافق مجلس الوزراء على نقل وتعيينات بالمرتبتين الخامسة عشرة والرابعة عشرة، وذلك على النحو التالي : 1 تعيين الدكتور عبدالله بن فخري بن محمود أنصاري على وظيفة مدير عام الشؤون القانونية والتعاون الدولي، بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة الداخلية . 2 نقل أحمد بن علي بن أحمد الزهراني من وظيفة مستشار إداري بالمرتبة الخامسة عشرة إلى وظيفة مدير عام فرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة بذات المرتبة بوزارة العدل . 3 تعيين عبدالعزيز بن محمد بن سعد المفلح على وظيفة مستشار إداري بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة العدل . 4 تعيين الدكتور رياض بن كمال بن خضر نجم على وظيفة وكيل الوزارة للشؤون الإعلامية بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة الثقافة والإعلام . 5 تعيين حمد بن عقيل بن ثامر السعدون على وظيفة خبير بحوث علمية بالمرتبة الرابعة عشرة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية .