توج سائق "ريد بُل" القطري ناصر العطية بطلاً لرالي حائل الدولي 2011 الذي أقيم في صحراء النفود في المملكة العربية السعودية، محققاً كل التوقعات التي صرح بها جميع خبراء عالم الراليات الصحراوية، الذين توقعوا أن المركز الأول سيكون من نصيب العطية، وعلى جميع المتسابقين أن يتنافسوا فيما بينهم على المراكز الأخرى، وبهذا يكون العطية بطلاً لرالي حائل للمرة الثانية بعد أن كان قد حقق هذا اللقب في عام 2008، ليؤكد للجميع أنه إن وجد في قلب "نفود حائل" فإن الذهب لن يكون لغيره! جاءت أحداث الرالي سريعة، حيث سيطر سائق "ريد بُل" ناصر العطية على مجرياته منذ البداية بعد أن احتل المركز الأول في المرحلة الاستعراضية التي أقيمت بالقرب من منتزه "المغواة" في مدينة حائل، قاطعاً مسافتها التي بلغت 6.8 كيلومتر على متن سيارته فولكس فاجن طوارق في زمن قدره 4:51:2 دقيقة، متقدماً على السعودي صالح الصالح الذي سجل زمناً 5:29:6 دقيقة. وفي اليوم الثاني، وهو ما يعرف بالانطلاق داخل صحراء النفود الواقعة على أطراف حائل كان ناصر العطية أول المنطلقين من نقطة البداية بقرية "جبة" التي تبعد عن مدينة حائل قرابة 100 كيلومتر. ومع بداية الانطلاق أبهر ناصر العطية أهل حائل بقيادته البارعة، خصوصاً عند المنعطفات التي تشكل أخطر وأصعب ما يواجهه السائقون في صحراء النفود، بعد صعود التلال الرملية التي كان يتسلقها العطية بكل سهولة ويسر ليزيد من دهشة متابعي الرالي الذين ترعرعوا في قلب نفودهم، ويعرفون أنه ليس من السهل النجاة من مخالب صحراء النفود، فإن لم تقع فريسة بين فكيها فعلى الأقل لم ولن تمر من بينها دون خدوش. لكن العطية أثبت أنه قادر على ترويض تلك الرمال والتلال المتوحشة لتصبح أمامه سجادة حمراء تمتد من بداية الرالي حتى منصة التتويج، مشهراً أسلحته التي يجيد استخدامها، ألا وهي السرعة في القيادة وقوة تحكمه في السيارة حتى في أحلك الظروف، فكان أول من وصل إلى نقطة النهاية بعد أن قطع مسافة المرحلة الثانية من الرالي متقدماً على كل المتسابقين بفارق زمني ليس بقليل.
وفي اليوم الثالث للرالي انطلق العطية بكل ثقة وكأنه يقود سيارته متجهاً نحو منصة التتويج، لأن الذهب يجري في دمه ولن يقبل سواه، فاستخدم خطة المحافظة على المركز الأول وعدم المجازفة. فكان تارة يقود بسرعة خيالية كلما أتيحت له الفرصة، وتارة يعود إلى القيادة العقلانية المحسوبة حتى وصل خط نهاية الرالي مبكراً عن أقرب منافسيه ليتوج بذهب المركز الأول. هذا وقد صرح سائق "ريد بُل" ناصر العطية قائلاً: "أشكر كل من نظم رالي حائل لما قاموا به من مجهود، ليظهر بهذه الصورة المشرفة، كما أكد أن مراحل الرالي قد تطورت بشكل كبير عن رالي عام 2008 الذي كان قد توج بطلاً له. وفي النهاية اختتم كلمته بإهداء هذا الفوز للجميع، متمنياً أن يتبوأ رالي حائل أعلى قمم بطولات سباقات الرالي العالمية. وبهذا يصبح عام 2011 عام الذهب لبطل من ذهب، بعد أن حقق العطية مؤخراً انتصاراً غالياً بالنسبة إليه وإلى كل العرب بتتويجه بطلاً لرالي "داكار" العالمي 2011، محققاً الحلم الذي طالما راوده طوال مشواره في رياضة السيارات.