وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الوزراء والمسؤولين في المملكة بتذليل جميع الصعاب وتسخير الجهود والأخذ بأسباب الرقي لتحقيق التطور. وقال خادم الحرمين: "لن نقبل إطلاقاً أن يكون هناك تهاون من أحدكم بأي حال من الأحوال، ولن نقبل الأعذار مهما كانت". وأشار خادم الحرمين الشريفين في كلمته الموزعة التي وجهها لأعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى، إلى القرارات التي شملت قطاعات متعددة وشرائح متنوعة لتخفيف الأعباء وتوفير أسباب الحياة الكريمة المعاشة لكل مواطن ومواطنة. وتابع خادم الحرمين القول: "بما أننا في عالم متغير، فإننا عازمون - بعون الله - على الاستمرار في عملية التطوير، وتحرير الاقتصاد، ورفع كفاءة العمل الإداري، والعمل بسياسات متوازنة لمستقبل مشرق بإذن الله". - خادم الحرمين: التمسك بالوحدة الوطنية "ضرورة" وأكد خادم الحرمين أن التمسك بالوحدة الوطنية وتعزيز مضامينها أمر له ضرورة وأولوية، وعلى كل منا أن يضعه نصب عينيه، مؤملاً أن يكون ضمن محور اهتمامات وطروحات مجلسكم الموقر. وقال خادم الحرمين: "إن استقرار الوطن ووحدته هو صمام الأمان - بعد الله - ولا نسمح بأي حال من الأحوال ما يشكل تهديداً للوحدة الوطنية وأمن المجتمع". وأضاف: "فإحياء النعرة القبلية واللعب على أوتار الصراع المذهبي، فضلاً عن تصنيف فئات المجتمع وإطلاق نعوت ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان، ناهيك عن استعلاء فئة على فئة أخرى في المجتمع، كلها أمور تناقض سماحة الإسلام وروحه ومضامينه". وأوضح خادم الحرمين أن التجارب والمواقف أثبتت أن المواطن هو رجل الأمن الأول، وشريك رئيس في لوحة الإنجاز التي سطرتها الأجهزة الأمنية في دحض الدعاوى الباطلة، والآراء الشاذة، وإحباط المخططات الإرهابية التي وضعتها الفئة الضالة رغبة منها في استهداف أمن البلاد ومقدراته، والتغرير بأبنائه مرتهنة لأسلوب الانتقائية وتوظيف النص والتفسيرات البشرية الخاطئة المتطرفة في كل ما يدعم توجهاتها، وديننا الحنيف براء من كل ذلك، مبيناً أنه دين رحمة وتسامح وصفح. وتحدث خادم الحرمين عن الأمن المائي الذي لا يقل أهمية، ويُعدُّ أحد الأهداف الاستراتيجية لخطط التنمية في المملكة، والداعمة له من خلال التوسّع في إنشاء محطات تحلية المياه المالحة، وبناء السدود، لتعزيز الثروة المائية الجوفية. واعتبر خادم الحرمين تأمين العلاج والرعاية الصحية له، هي مقياسٌ لتقدم الشعوب ورُقيُّها. وتطرق خادم الحرمين إلى الخطة الخمسية التاسعة التي صادق عليها المجلس قائلاً إنها ستكون عوناً على تحقيق ما تصبو إليه المملكة نحو تكريس الرخاء والنمو والازدهار، ولاسيما أنها قد نصّت على تحقيق الاستقرار الاجتماعي وضمان حماية حقوق الإنسان، وتعزيز الوحدة الوطنية. - خادم الحرمين: الحفاظ على استقلالية المملكة وسيادتها من أولوياتنا الحتمية: ونوه خادم الحرمين إلى أن توسعة الحرمين الشريفين، وتوسعة جسر الجمرات، وتشغيل قطار المشاعر ما هي إلا نماذج مجسدة لهذه المشروعات التطويرية لكي يجد الحجاج والمعتمرون والزوّار الراحة والطمأنينة عند أداء مناسكهم وهي واجب ندين به لله تعالى. وعن القوات المسلحة، قال خادم الحرمين: "لم نألُ جُهداً في تطوير كافة قطاعات قواتنا المسلحة، من خلال التدريب والتأهيل والتجهيز، والوقوف على التجارب والخبرات الخارجية، وإدخال التقنية العسكرية الحديثة على منظوماتنا الدفاعية؛ لأن الحفاظ على استقلالية المملكة وسيادتها، وصيانة ما تحقق من منجزاتها هو من أولوياتنا الحتمية التي لا مساومة عليها". - خادم الحرمين: نتجه نحو الاستثمار في الأجيال: وحول الجانب العلمي، أكد خادم الحرمين "نتجه نحو اقتصاد المعرفة والاستثمار في الأجيال، لأن العنصر البشري هو المعني بالتدريب والتعليم والتأهيل". وأضاف: "فإنكم تلاحظون أن البنود المخصصة لميزانية التعليم أكبر البنود المالية التي خصصتها الدولة لهذا القطاع المهم". - خادم الحرمين: التنمية تتطلب مشاركة المرأة وبالنسبة للمرأة، قال خادم الحرمين إن الارتقاء التنموي بأوضاع المرأة لا يتم إلا من خلال الرؤية التي تؤمن بضرورة تفاعل جميع أفراد المجتمع في الجهد التنموي، ولعل الوصول إلى التنمية الشاملة يتطلب مشاركة أوسع للمرأة السعودية من خلال تطوير قدراتها، وإزالة المعوقات التي تعترضها، لتكون عنصرا منتجا في الأنشطة الاقتصادية والإنمائية وبما يتفق مع شريعتنا الإسلامية. ولفت خادم الحرمين إلى أن السياسات المالية والاقتصادية المتزنة التي تنهجها الدولة وتسهيل قواعد العمل وآلياته المعتمدة في التعاملات المالية والاستثمارية، قد جنبت المملكة الآثار السلبية لتلك الأزمة الدولية، بل عززت مكانة المملكة في سلم الدول الجاذبة للاستثمار العالمي. وأكد خادم الحرمين: "سنستمر بعون الله في تطوير الأنظمة القائمة، ووضع التشريعات الملائمة لتمكين الاقتصاد الوطني من النمو والتنوّع والتوسع، ناهيك عن إتاحة الفرصة للمواطن والمستثمر المحلي والأجنبي ليكونوا شركاءً في التنمية والرفاه". - خادم الحرمين: 850 مليار ريال إجمالي الإنفاق العام وتكلم خادم الحرمين الشريفين حول إعلان الميزانية العامة، مبيناً بلوغ إجمالي الإنفاق العام فيها 580 مليار ريال بزيادة نحو 7% عن العام الماضي، حيث تم تخصيص نحو 150 مليار ريال لقطاع التعليم العام والعالي وتدريب القوى العاملة بزيادة 8% عما تم تخصيصه في العالم الماضي، وتخصيص 68.7 مليار ريال لدعم قطاع الخدمات الصحية والتنمية الاجتماعية بزيادة 12%، وتخصيص 24.5 مليار ريال لقطاع الخدمات البلدية بزيادة نسبتها 13%، وتخصيص 25.2 مليار ريال لقطاع النقل والاتصالات بزيادة 5%. وجدد خادم الحرمين الشريفين تأكيده أن أمن دول مجلس التعاون الخليجي جزء لا يتجزأ من أمن المملكة. وقال: "وفي هذا السياق لا يفوتنا أن نعبر عن ارتياحنا لعودة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين الشقيقة، ونجدد رفض المملكة لأي تدخل خارجي يمس أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية". - خادم الحرمين: المملكة تدعم إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وتحدث خادم الحرمين عن أولويات السياسة الخارجية للمملكة، قائلاً إن دعم التضامن والعمل المشترك بين الدول الإسلامية والارتقاء بسبل التعاون في ما بينها. وأضاف: "عندما يكون العالم الإسلامي شريكاً وعاملاً إيجابياً فاعلاً في النظام السياسي الدولي ونمائه الاقتصادي، فإن تأثير مشاركته ونتاجات تفاعله ستصب في مصلحة قضيتنا الأولى قضية فلسطين، وستدعمها وتحشد التأييد الدولي لها في المحافل الدولية، ولاسيما في الوقت الحالي وبعد تقّدم فلسطين بطلبها لعضوية كاملة في الأممالمتحدة، كونها قضية عادلة لشعب يسعى لتحقيق حلمه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط". وأكد خادم الحرمين حرص المملكة العربية السعودية على نشر الأمن والسلم الدوليين في منطقة الشرق الأوسط وبقية مناطق العالم انطلاقا من دورها الرائد في الاستقرار وتحقيق الرخاء لدول المنطقة. وقال: "وإن كنا نشدد على حق الجميع في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وفق إشراف ورقابة وكالة الطاقة الذرية، إلا أننا ندعم مختلف الخطوات والإجراءات الرامية إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وفق ما نصت عليه قرارات الأممالمتحدة، والتي هي بحاجة ملحة لتضافر الجهود الدولية من أجل تفعليها ووضع آليات تطبيقها". - خادم الحرمين: الحوار بين الحضارات السبيل الأمثل للقضاء على التطرف وختم خادم الحرمين بالحديث عن الحوار بين الحضارات والثقافات وأتباع الديانات هي دعوة متأصلة من إيماننا، مبيناً أن الحوار هو السبيل الأمثل لحل القضايا الدولية المختلف حولها بالطرق السلمية. وأضاف: "إنني على يقين بأن الحوار بين الحضارات وأتباع الديانات هو السبيل الأمثل لتفويت الفرصة على العديد من الدعوات المتطرفة، التي تخرج من مجموعات منتشرة في العديد من دول العالم باسم الدين تارة، وباسم العرق تارة أخرى، هدفها الرئيس هو تسميم العلاقات بين الشعوب والحكومات، وتقويض المشاركة الإنسانية في الحفاظ على الحضارات والتواصل بين أتباعها، وتحويلها إلى صدامات وحروبٍ أنهكت العالم لقرون عديدة".