أكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على أهمية الالتزام بالمرتكزات الأساسية للعلاقات بين دول المجلس وإيران، وبمبادئ حسن الجوار، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، معربين عن قلقهم الشديد من استمرار التصريحات الاستفزازية للمسئولين ووسائل الإعلام الإيرانية تجاه عدد من دول مجلس التعاون، التي تعد إخلالاً بقواعد حسن الجوار ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، داعين إيران إلى وقف هذه التصريحات والحملات الإعلامية. جاء ذلك في بيان صحفي أصدره المجلس الوزاري اليوم في جدة في ختام اجتماعه بالدورة العشرين بعد المائة برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الحالية للمجلس.
وأكد المجلس دعمه لموقف دولة الكويت بشأن إنشاء ميناء مبارك الكبير، باعتباره يقام على أرض كويتية وضمن مياهها الإقليمية، وعلى حدود مرسومة وفق قرارات الأممالمتحدة، معبّراً عن ثقته بأن تنفيذ العراق لالتزاماته الدولية تجاه الكويت سيُسهم في بناء الثقة بين البلدين، ويوطد العلاقات بينهما.
وشدد المجلس على ضرورة استكمال العراق تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، ومنها الانتهاء من مسالة صيانة العلامات الحدودية، والتعرف على من تبقى من الأسرى والمفقودين من مواطني دولة الكويت وغيرهم من مواطني الدول الأخرى، وإعادة الممتلكات والأرشيف الوطني لدولة الكويت، وحث الأممالمتحدة والهيئات الأخرى ذات العلاقة على الاستمرار في جهودها القيمة لإنهاء تلك الالتزامات.
وعبَّر المجلس عن بالغ أسفه لاستمرار الأحداث التي تمر بها سوريا، مشيراً إلى حرص دول المجلس على أمن واستقرار ووحدة سوريا، ومؤكداً أنها تُعرب في الوقت ذاته عن قلقها العميق من استمرار نزيف الدم في سوريا، وتزايد أعمال العنف، واستخدام الآلة العسكرية، وتطالب بالوقف الفوري لآلة القتل، وإزالة أي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء، واللجوء إلى الحكمة، والعمل على تفعيل إصلاحات جادة وفورية، تلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق، والعمل على تطبيق كافة بنود المبادرة العربية التي اعتمدها مجلس الجامعة العربية في دورته غير العادية، بتاريخ 28/ 8/ 2011م، ويتطلع إلى مناقشة تقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية بشأن زيارته الأخيرة إلى سوريا.
وأدان المجلس الوزاري الانتهاكات الإسرائيلية العدوانية ضد قطاع غزة، والأراضي المصرية، التي تسببت في وقوع العديد من القتلى والجرحى من المواطنين الأبرياء، كما أدان ما قامت به إسرائيل من هدم وتدنيس لدور العبادة، معتبراً أنها تمثل خرقاً لكافة القوانين والأعراف الدولية، وتعرض أمن واستقرار المنطقة للخطر.
من جهة ثانية, اتفق وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع وزير خارجية الأردن ناصر جودة ووزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري على تشكيل مجموعتي عمل من الأمانة العامة وكل من الجانبين الأردني والمغربي تنطلق منهما لجان متخصصة لدراسة مجالات التعاون والشراكة، تمهيداً لرفعها إلى المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون الخليجى.