سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الزعاق ل "سبق": كيف أثبتوا رؤية الهلال رغم غياب الشمس قبل موعدها ب 6 دقائق؟ كشف أنهم يتبعون طريقة حسابية قديمة وطالب بإجراء اختبارات واقعية ونفسية للشهود
واصل علماء الفلك جدلهم حول التشكيك في رؤية هلال شوال لهذا العام، بعدما شهد اليومان الماضيان إصدار عدد من البيانات والتصريحات المتلاحقة حول القضية التي جرى تداولها على نطاق واسع. الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أكد من جانبه أنه ذهب يوم الاثنين 29 رمضان 1432ه إلى مرصد حوطة سدير الحجري لاستطلاع هلال شوال, كاشفاً أنه في هذا اليوم غابت الشمس عن عدسة التلسكوبات قبل موعد غيابها الحقيقي في طبقة الكدر ب 6 دقائق, مبيناً أنه لم يستطع مشاهدة الشمس بجلالها وبهائها وقوتها بواسطة التلسكوبات, متسائلاً: كيف يرى هؤلاء الهلال في المنطقة نفسها؟ سبحانك ربنا.
وأوضح الزعاق في بيان أرسله ل "سبق" أن شاشات التلسكوبات أظهرت أن الشمس تغيب على هذا الموقع في تمام الساعة 6:26م, والقمر يغيب 6:27م, بمعنى أن القمر يمكث دقيقة واحدة فقط, وبعد الرصد عبر عدسات التلسكوبات تبين أن أشعة الشمس بدأت في الاصفرار في تمام الساعة 5:55م وبدأت أشعة الشمس في الاحمرار في تمام الساعة 6:10م وتضاءل شعاع الشمس السفلي في تمام الساعة 6:14م، ولامست الشمس طبقة الغبار 6:17م واختفى نصف قرص الشمس بالكدر 6:19م كما اختفى كامل قرص الشمس بالكدر 6:20م.
وعن تجربته مع المترائين قال الزعاق:" لدي تجربة شخصية مع الشهود المعتادين، تربو عن 25 سنة، منذ أن كان شاهد الحريق رافعاً راية الشهادة حتى تسلم شهود حوطة سدير الراية منه بعد انكشافه, ففي مطلع القرن الهجري الحالي كانت الشهادة تأتينا من الحريق، الأمر الذي جعل مدينة الملك عبد العزيز تنصب مرصداً لرصد الأهلة هناك". وبيّن الزعاق أنه كان قد ذهب لتحري رؤية هلال شوال مع لجنة سدير في يوم الأربعاء 29 رمضان 1431ه, مبيناً أنه نصب التلسكوب الخاص به، وهو جهاز يضبط نفسه تلقائياً, وذو عدسة مقدارها 10 بوصات, مؤكداً أن موقع الرصد كان رائعاً, والأجواء صافية في طبقات الجو العليا، أما الطبقات الملامسة لسطح الأرض ففيها قتر واضح بحيث أن حاجب الشمس السفلي بدأ يختفي في هذه الطبقة في تمام الساعة 6:6م, وبعد 65 ثانية غاب نصف الشمس, وفي تمام الساعة 6:9 انغمس كامل قرص الشمس في معمعان القتر, ولا يستطع التسلكوب أن يدركها رغم قوته الفائقة, وحينئذ تفاجأت بأن الرائي (ع) يدعي أنه ما زال يرى الشمس, وأنه شاهد الهلال وهو يغيب في تمام 6:7 دقائق, وموقعه جنوب مغيب الشمس بقدر 6 أو 7 أقراص الشمس.
كاشفاً أن محيط قرص الشمس في جميع أنحاء العالم لا يمكن أن يستغرق دقيقة واحدة, وعشر ثوان, بأي حال من الأحوال, فمحيط قرص الشمس في مرحلة الأوج (وهي أن تكون الشمس في أبعد نقطة من الأرض) تستغرق مدة زمنية لا تقل عن دقيقتين على خط الاستواء، التي تغيب فيها الشمس بشكل رأسي, فما بالك بالعروض الجغرافية العليا كحال عرض المملكة الذي يجتازه مدار السرطان، والشمس لا تغيب بشكل عمودي بل بطريقة منحرفة بسبب ميلاننا عن خط الاستواء .
وأضاف: عاودت الرصد في المكان نفسه في يوم الاثنين 4 شوال 1431ه، وكانت الأجواء صافية جداً, وشاهدت كامل قرص الشمس وهو يغيب بالأفق واستغرق القرص دقيقتين وثانيتين, وتابعت شهادات الشهود في سدير وشقراء والغاط كلها، وأدركت أنهم يتبعون طريقة حسابية قديمة لترائي الهلال، ملخصها أنهم ينظرون إلى وقت ولادة الهلال ووقت غروب الشمس من الحسابات الفلكية ويستخرجون الفسحة بينهما بالدرجات بحيث أن كل ساعتين درجة واحدة، ويضربون الحاصل في أربعة والناتج هو مكث للهلال، وعند الترائي يتوهمون أن الهلال سيمكث هذا المقدار من الزمن ويهيأ لهم أنهم رأوه ويشيعون أنه مكث بالمقدار الذي يستخرجونه من أذهانهم.
وتابع: إلا أن إجهاض القمر في بعض شهور السنة يكشف سطحية هذه العملية البدائية, وخلال تسليم ملف الأهلة للمحكمة العليا بدأوا يخالفون هذه القاعدة الحسابية ويشهدون برؤية الهلال بطريقة منكوسة حتى لا تنكشف شهاداتهم في السنوات المنصرمة المخالفة للقانون الكوني الدقيق الذي أودعه الله في هذا الكون الفسيح.
وفي نهاية بيانه اقترح الزعاق على المحكمة العليا أن تجري اختباراً واقعياً لأي شخص يشهد برؤية الهلال، بحيث يؤتى به مع لجان شرعية وفلكية ونفسية في منتصف الشهر القمري إلى مكان لا يعرفه, قبيل شروق القمر من الجهة الشرقية، ويطلب منه أن يريهم القمر وهو يشرق, فالقمر يكون بدراً في منتصف الشهر القمري، ومع هذا لا يستطع الإنسان أن يشاهده في حال شروقه حتى يرتفع عن الأفق 5 درجات، ويخرج من حيز الغبار والأتربة, وهو في أقصى ابتعاد عن الشمس بل الشمس غرب وهو شرق, فكيف يصح ادعاء هؤلاء بأنهم شاهدوا الهلال وهو قرب الشمس وفي محيط الغبار والأتربة وشكله كالشعرة, بل الشمس رغم بهائها وقوة إضاءتها لا نستطيع أن نشاهدها وهي تشرق أو تغرب في كثير من أيام السنة عندنا بسبب كثرة الغبار.