"مزيغان"، أو ماء السماء، تلك الكلمة التي تستوعب المعاني الخيالية التي تقبع في المملكة المغربية، وتعكس حقبة تاريخية، يندر أن يكون لها نظير في هذا العالم. ويعتبر الخبراء منتجع "مزيغان" من أروع المنتجعات في شمال إفريقيا، ويقع في مدينة الجديدة بكازابلانكا، التي تُعَدّ من أجمل المدن الساحلية السياحية المغربية على المحيط الأطلسي، كما تتميز باعتدال مناخها وشواطئها الخلابة؛ ما جعلها مركزاً للاصطياف ذا شهرة واسعة، وأهم شواطئها: "دوفيل" و"سيدي بوزيد" و"الحوزية". كما تتمتع المدينة بمآثر عمرانية تاريخية تعود إلى القرن السادس عشر، أبرزها "المدينة البرتغالية" والميناء. وتنعقد بالمدينة مواسم عدة، أشهرها موسم "عبد الله أمغار"، الذي يتضمن أنشطة متنوعة تتضمن: الرقصات الفلكلورية ولعبة الصقور، وبالخصوص لعبة التبوريدا "لعبة الخيالة التي تنتهي بإطلاق البارود من البنادق"، وهي تحظى بشعبية كبيرة، وتكون مناسبة فريدة بالنسبة للفرسان لإبراز مهاراتهم في ركوب الخيل، وفي استعمال البنادق النارية. وقد حملت هذه المدينة العريقة أسماء عدة؛ فالرومان أطلقوا عليها اسم "روزيبيس"، حسبما حكاه "بتوليميوس" عن رحلته لغرب إفريقيا. وفي القرن السادس عشر احتل البرتغاليون المنطقة لأهمية موقعها الاستراتيجي على الساحل الغربي، وشيَّدوا بها سنة 1506 قلعة ومدينة سموها "مازكان"، التي أُخذ منها اسم المنتجع، ودخلت ضمن التراث العالمي الدولي من قِبل منظمة "اليونسكو" في عام 2011. ويحتوي منتجع "مزيغان" على 70 فيلا وثمانية مطاعم متنوعة ما بين المغربي والهندي واللبناني والأوروبي، وغيرها، كما تبلغ مساحته 514 هكتاراً على شاطئ يمتد بطول سبعة كيلومترات، ويتميز بالطابع الأندلسي الذي يُذكِّر بقصر الحمراء في غرناطة.
مطار محمد الخامس وطقس رائع وقد بدأت رحلة الإعلاميين السعوديين بدعوة من فندق مزيغان والشركة الدولية للسياحة، ومن مطار الرياض إلى جدة، ومنها إلى كازبلانكا، واستغرق ذلك ست ساعات طيران. وما إن وصلت المجموعة إلى المطار حتى شعر الجميع بروعة الطقس واستقبال ودي فوق العادة. وقُطِعت المسافة من كازا إلى الجديدة في وقت لم يتعدَّ ساعة واحدة، تخللتها مشاهَدَة المراعي ومناظر الفلاحين والماشية. وكان من حُسْن الطالع أن الرحلة جاءت في وقت الغروب، وكانت الاستراحات مجهَّزة، كما أن الطرق كانت ممهدة بشكل جيد.
"مزيغان" واستقبال أسطوري للسياح والزوَّار يستقبل المنتجع الزوَّار بشكل غير تقليدي لم يتعود عليه السائح في زياراته الخاصة؛ فالاستقبال يكون بالحلوى المغربية والمشروبات التقليدية والبسمات التي لا تنقطع بينك وبين العاملين في المنتجع الذي عرفنا أن عددهم يفوق 1500 موظف. وفي المساء كان العشاء بمطعم "أوليفر" المطل على المنتجع بأكمله وسط الأضواء اللامعة والموسيقى الهادئة والأكلات المتنوعة من الأطباق كافة.
جولة الفندق وفي الصباح انطلق الإعلاميون السعوديون بصحبة العلاقات العامة؛ للتجول بالمنتجع؛ لمعرفة أسرار هذه المساحة الشاسعة والخدمات المقدَّمة للسائح والعائلات العربية، وكانت جولاتنا في الغرف والأجنحة والمطاعم والقاعات، وشاهدنا الفخامة والروعة واتباع الأعراف والتقاليد العربية في سعة الغرفة التي تزيد على 40 متراً، والجناح بثلاثة أمثال هذه المساحة، وغير ذلك. كما تجول الإعلاميون على الشاطئ الطويل للغاية، الخالي والرائع، وكأنه شاطئ بِكْر، ينتظر زوَّاره، كما شاهدنا بعض المخيمات العربية التي تتميز بها الأُسَر العربية، ومتوافر بها الإمكانات كافة.
الجولف تُعَدّ مساحات الجولف بمنتجع مزيغان من أكبر ملاعب الجولف العالمية، وقد أُجري عليها الكثير من بطولات العالم وإفريقيا والمغرب. وقد لاحظ الجميع أن المنتجع يعتمد بيئياً على الحفاظ على المقومات البيئية الخاصة به مثل: الحفاظ على الرمال بالشاطئ، وتسقية الحشائش بمياه البحر عبر تقنية خاصة.
النادي الصحي من أروع الأماكن التي يجب أن يزورها كل رواد الأسرة العربية، والتي تعيد النشاط الذهني والعضلي والجسمي، هو النادي الصحي الذي يحتوي على 12 غرفة جاهزة لاستقبال الرواد، إضافة إلى صالة الجيم وألعاب الحديد والتحمُّل.