تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ عبدالمحسن القاسم، في خطبة الجمعة اليوم، عن فضل وصفات كلام الله - سبحانه وتعالى - القرآن الكريم. وقال "القاسم": "من صفاته - عزّ وجلّ - الكلام، يتكلم متى شاء وبما شاء، وإذا شاء، ولا منتهى لكلماته - سبحانه، كلامه أحسن الكلام، وفضل كلامه على كلام الخلق كفضل الخالق على المخلوق".
وأضاف: "من حكمة الله - عزّ وجلّ - بعباده أن بعث فيهم رسله، وأنزل عليهم كتبه، فأنزل التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وختمها بالقرآن الكريم، أعظمها فضلا، وأشرفها قدراً، حمد نفسه – سبحانه - على إنزاله للقرآن فقال (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا) وعظم ذاته العليا بإنزاله، فقال سبحانه (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) ، وأقسم به – سبحانه - فقال (يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ)، أنزل مصدقاً لما بين يديه من الكتب، وناسخاً لها، ومؤتمناً على ما كان فيها، بشّر به الأنبياء قبل نزوله (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ)".
وأردف: "القرآن الكريم كلام رب العالمين، تكلّم به حقيقة، بحرف وصوت مسموعين، منه بدأ وإليه يعود في آخر الزمان، سمعه جبريل - عليه السلام - خير الملائكة من الله - عزّ وجلّ -، ونزل به على خير الرسل في أشرف البقاع، وفي خير شهر، وفي خير الليالي ليلة القدر، لخير أمة، وبأفضل لغة، وأجمعها كتاباً لا يعدله كتاب، قال تعالى (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ)".
وتابع: "الله سبحانه وتعالى قد امتن على هذه الأمة فقال (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)، فهو شرف للنبي - صلى الله عليه وسلم - له ولأمته، وإذا ابتعد المرء عنه كان حياً بل حياة لو أنزله الله - سبحانه وتعالى - على جبل لخشع وتصدّع ذلاً لله - سبحانه - وطاعة".
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: "القرآن الكريم في السماء في صحف مكرّمة، مرفوعة مطهرة، بأيدي الملائكة، حفظه الله قبل إنزاله، وصانه من الشياطين وقت نزوله، وتكفل بحفظه - عزّ وجلّ - بعد نزوله، وقدّمه -سبحانه - في الذكر على كثير من نعمه، وعلّمه عباده، ويسّر لهم تلاوته والعمل به وحفظه، يحفظه العربي والأعجمي والصغير والكبير والذكر والأنثى والغني والفقير".
وأضاف: "القرآن الكريم هو أحسن وأفضل الحديث (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ)، وصفه الله - عزّ وجلّ بالعظمة، وكتب الله له العلو في ذاته وقدره، ومن دنا منه ناله العز، وفي لفظه ومعناه بيان، ومنه الحكمة، كريماً عند الله، وبه يكرم العبد ويعظم عند الله – سبحانه - وخلقه، قال تعالى (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ)".
وأردف: "لا يصح إيمان العبد حتى يؤمن بالقرآن الكريم جملة وتفصيلاً، ففيه هداية الخلق ومع الهداية فيه الرحمة، وهو عصمة من الضلال لمَن تمسّك به، كثير الخير والمنافع ووجوه البركة، فيه نور في الحياة وبه تحيا الأرواح؛ فهو الحياة لمَن استجاب له".