أبدى عددٌ من مُلاّك مستودعات بيع بالجملة على طريق الحائر بالرياض؛ تخوّفهم من تكرار الأمطار المتوقع هطولها على المنطقة اليومين المقبلين للأضرار التي طالت مستودعاتهم، وقُدّرت خسائرها عند بعضهم بنصف مليون ريال، وسط شكاوى واتهامات ومعاملات حُدّد المتورّط الرئيس فيها بشركة تُنفذ أحد المشاريع بموافقة أمانة الرياض -حسب قولهم-، وسط مطالبات تعويض وإنصاف من قِبل المتورطين، وإنقاذ الموقع قبل أن يزداد الأمر سوءًا وتتضاعف الخسائر. "سبق" تلقت شكاوى رسمية وصورًا وخطابات وأرقام معاملات لمتضررين بالموقع، وقال "ع. م"، وهو أحد المتضررين وصاحب نشاط استيراد مواد بناء وإنارة ومواد صحية للبيع بالجملة، إن الأمطار التي هطلت على العاصمة قبل ثلاثة أسابيع ألحقت أضرارًا بالغة بمستودعاتهم؛ بعد أن غمرتها المياه ووصل منسوبها لأكثر من 30 سم؛ الأمر الذي تسبب في ضرر كبير لبضاعتهم المخزنة والتي تُقدّر قيمتها بنحو ثلاثة ملايين ريال، وتلف ما يُقدّر بنصف مليون ريال.
وذكر في الشكوى التي استقبلها "سبق": "وقف الدفاع المدني على الموقع، ووثّق ذلك بالصور، وكان السبب الرئيس لهذه الكارثة أنه يوجد في وسط المستودعات أرض فضاء، (مرفق حديقة لم ير النور حتى الآن)، تُقدّر مساحتها بأكثر من عشرة آلاف متر مربع؛ وقامت إحدى الشركات -تحتفظ "سبق" باسمها-، والتي تُنفّذ أحد المشاريع القريبة من الموقع بردم الأرض بعلم من الأمانة، كما أخبرنا أحد المسؤولين بكونهم مستأجرين ذلك لوضع المخلّفات الناتجة من أعمالهم".
وتابع: "في السنوات الماضية كانت تهطل الأمطار بكميات كبيرة، وتتجمع في الموقع الذي أمام المستودعات؛ والسبب عدم وجود تصريف للسيول، ولكن تقتصر أضرارها على إغلاق الطرق فقط، حتى تقوم الأمانة بسحب كمية المياه المتجمّعة".
واستدرك: "لكن هذا العام تطوّرت الأضرار بفعل مخلّفات ردم الشركة، وتقدمنا بشكوى للأمانة في حينه برقم (151002198350) وتاريخ 20 / 10 / 2015، وتردنا رسالة في اليوم التالي نصها (عزيزي العميل تعذر تنفيذ طلبك حاليًا)، وهو ما يعني إغلاق الطلب دون إيضاح الأسباب، واستمرت الشركة بعد ذلك في استمرار استثمارها للموقع، وذلك برمي المخلّفات، وهو ما نتج منه أضرار للمستودعات؛ وكذلك لأبراج شركات الاتصالات".
وأوضح "المواطن" أن "بلدية الشفاء حوّلتنا على أكثر من موظف، وأخيرًا خرج أحدهم على الموقع، وتلقينا إبرة مخدرة منذ ثلاثة أسابيع، ولم نجد من يستوعب خسائرنا حتى الآن!"
وختم شكواه بالقول: "عُرِف الموقع من قِبل عديمي الضمير، وبالأخص أصحاب المواد الغذائية والمطاعم مكبًا لنفاياتهم ومخلفاتهم حتى أصبحت المنطقة مليئة بالأضرار البيئية من الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والأمراض، ولا نجد لشكاوينا تفاعلاً من قِبل الأمانة إلا فيما ندر، ومجرّد ما يتم تنظيف جزء منه حتى يعود لسابق عهده (تحتفظ "سبق" بمجموعة من أرقام البلاغات وتواريخها)، وهو ما وثّقته سجلات الدفاع المدني من بلاغات حرائق سابقة شهدها الموقع، وتم إخمادها قبل أن تُحدث ما لا يُحمد عقباه".
"سبق" تحتفظ بنسخة من شكوى صاحب المؤسسة المتضررة، وبنسخة وأرقام وتواريخ البلاغات لدى الأمانة مع ردودهم حولها، كما تحصّلت على نسخة من الشكوى المقدمة للدفاع المدني بحي الشفاء، وتنتظر تفاعلاً وتعليقًا من قِبل أمانة الرياض حول ما تقدّم به المواطن عن أضراره وأضرار غيره من ساكني الموقع.