أكدت منظمات إغاثية وطبية بمدينة تعز أن المناطق المحاصرة بالمدينة لم تصلها أية معونات أو مساعدات أممية. وأشار وكيل محافظة تعز، المهندس رشاد الأكحلي، إلى أن المناطق المحاصرة لم تصلها أي مساعدات دولية إطلاقاً، وأنها وصلت إلى أيدي المسلحين الحوثيين بمنفذ الحوبان شرقي المدينة، بخلاف ما تم نشره حول ذلك، مع إصرار المنظمات أن الإغاثة وصلت إلى المناطق المحاصرة والأكثر ضرراً.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك للجنة الطبية العليا وائتلاف الإغاثة الإنسانية حول الكارثة الإنسانية في تعز، في ظل استمرار الحصار وانعدام المواد الطبية والإغاثية، الذي عُقد أمس السبت.
ونفى رئيس ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز، الدكتور عبد الكريم شمسان، وصول أية مساعدات من برنامج الأممالمتحدة إلى تعز المحاصرة، مؤكداً أن وصولها إلى الحوبان ومصادرتها من قِبل المليشيا الحوثية لا يعني أبداً أن المواد وصلت لمستحقيها في المناطق المحاصرة.
وقال إن تعز تشهد من خلال هذه البيانات المضللة حرباً تتزامن مع المعركة التي يشنها المسلحون الحوثيون على أبناء هذه المدينة المنكوبة، وذلك بموت الضمير الإنساني الذي هو مصدر الازدواجية والمعلومات غير الدقيقة.
من جهته، قال عضو اللجنة الطبية العليا، الدكتور عبدالرحمن السامعي، إن هناك منظومة دعائية تبتكر المغالطات، وتعمل على تسويقها للعالم، بينما هناك منظمات دولية لا تتحقق من هذا الزيف الذي يسيء إلى القيم الإنسانية للمنظمات العالمية.
وأضاف بأن تعز تعيش صحياً ما بعد الكارثة، بمعنى أنها تجاوزت الكارثة إلى ما بعد الخطر، وأن عدداً من الجرحى سيلحقون بركب الشهادة لعدم توافر الدواء والمستلزمات الطبية في ظل إغلاق المنافذ وزيادة الحصار والقنص في المداخل.
وأوضح "السامعي" أن الهدنة بالنسبة للمسلحين الحوثيين تعني الإيغال في الهجمات، وزيادة الضحايا.. فكما نعلم فقد شهدت الهدنة السابقة في رمضان ارتفاع عدد الضحايا عن الأيام العادية بنسبة 45 %، وحالياً الهدنة السارية تعني لهم زيادة القذائف، وارتفاع عدد الضحايا من المدنيين، وتدمير أكبر كم من المنازل.
وكان منسق الشؤون الإنسانية في اليمن قد أصدر بياناً الخميس الماضي، يؤكد فيه وصول الإغاثة المقدمة من برنامج الغذاء العالمي إلى المناطق المحاصرة، وهذا ما نفاه ائتلاف الإغاثة واللجنة الطبية العليا في بيانات صحفية، صدرت عقب ذلك البيان، وقبل عقد هذا المؤتمر.