"يا ربي مع هذا المطر: احفظ لي أُمي وردّ لي أبي سالماً يا رب".. بهذه الكلمات المعدودة والبريئة، والأخيرة التي وجّهتها لوالدها قبل أن يُزف شهيداً وبطلاً -بإذن الله- لجوار ربه، دعت بها "ريما السهيّان" ابنة شهيد الوطن الكبير وأحد أبطال الجوف الأشدّاء، الذي عاد لها منتصراً بأغلى ما يتمناه المرء، وهو الظفر بالشهادة ووسام الشجاعة والشرف، بينما كتبت فاطمة ابنة الشهيد الإماراتي "سلطان الكتبي": "فخورة باستشهاد والدي". آلاف التغريدات تلا كلمات "ريما" من الدعاء بساعات نبأ استشهاد والدها "السهيّان"، ومن خلال آلاف التغريدات ب"تويتر"، انهالت على تغريدتها أكدت لها أن الفقيد ليس فقيدها وحدها، بل هو فقيد وطن وشعب، كان معظمها تقدّم لها التهاني والتبريكات بنيل والدها -رحمه الله- شرف الشهادة والعزّة، وهو يموت شهيداً في أرض المعركة التي كان بها يدافع عن شعب مسلم وعربي وجار وقيادة شرعية استنجدوا بوطنه؛ لينقذوهم من استباحة ميليشيات انقلابية لوطنهم وخيراته.
الأخذ بالثأر ففي رسالة موجّهة لريما السهيّان ابنة رجل سيخلّد اسمه في سماء هذا الوطن، قالت المغرّدة نهلة ناصر العنبر: "ريما الشهيد العقيد عبدالله السهيان الفارس الشجاع ابن الوطن البار؛ قولوا لها كم هو عظيم من تحمل اسمه"، أما المغرّدة "إليزابيت" فقالت: "قبل أن يغطي جثمانك الثرى بدأ إخوتك بأخذ الثأر، القوات السعودية تقتل 68 ضابطاً برتبة عقيد وعميد من الانقلابيين واصابة 233"، في إشارة للخبر الذي نشرته "سبق" بعد ساعات من خبر الاستشهاد.
أكبر العمليات استشهاد البطل "عبدالله السهيّان" وزميله الإماراتي البطل "سلطان الكتبي" في يوم واحد ولحظة واحدة، جعل العديد يغرّد فخراً بهما، فضلاً عن فخر بلديهما وشعوبهما بهما قبل استشهادهما، وهما يقودان بنجاح باهر أكبر العمليات العسكرية خطورة وحساسية والموكلة لهما ليتركاها سوياً بنفس ذلك النجاح الذي عجز الأعداء عن اختراقه وإفشاله طيلة قيادتهما لها، فلم يجدوا بُدّاً سوى استهدافهما بعملية غدر بائسة لينالا الشهادة في سبيل الدين، ثم شرف الذود عن الوطن، وأثناء مشاركتهما بتحرير جزء مهم من أرض اليمن العزيز.
ابنة "الكتبي" تنعي وكتبت فاطمة ابنة الشهيد الإماراتي "سلطان الكتبي": "فخورة باستشهاد والدي".. وبهذه الكلمات الشجاعة والكبيرة، جاء أول ردّ من ابنة الشهيد "الكتبي" الطفلة "فاطمة" على أيدي الغدر التي طالت والدها، فألجمت أفواههم بهذا الموقف التي أهدته لهم عبر فيديو نشرته على موقع "يوتيوب"، لتنال مع "ريما" إعجاب الآلاف المؤلفة التي اتفقت على الوقوف معهما صفاً واحداً بهذا الفخر والعزّة والشرف الذي ختم به البطلان "السهيّان والكتبي" حياتهما.
رثاء الكلمات وفيهما قال الشاعر "تركي الزلامي": جمعهم الواجب ولا غضو طرف في نصرة الإسلام والمستضعفين يشهد لكم فعل المروة والشرف واليوم ودعتو سوا مستشهدين وقال آخر: استشهدوا اثنين في يوم الاثنين في ماقف الطالات هامة وهامة دون الوطن ماتوا تحت راية الدين الله يجمعهم بدار الكرامة
العظماء لا يموتون وكان هذا الملمح الشعري جزءاً من استقبال أهالي منطقة الجوف لشهيدهم، وهكذا يرى أهالي منطقة الجوف بمحافظاتها وقراها بطل منطقتهم وشهيد وطنهم، فمن خلال تغريدة للمشرف التربوي والمدرّب "سعد الشراري" الذي قال عنهما رحمهما الله: "تقبلك الله في الصالحين، العظماء "لا يموتون" على الفراش، بل في ميادين القتال يستشهدون".
أبيات البطولة وقال الشاعر عبدالرحمن بن دابس المرخان، في أبيات تُبرز بطولة شهيد الوطن العقيد "عبدالله السهيان" -رحمه الله- والذود بالروح دون المليك والوطن:
يا موطني دونك رجالٍ مغاوير ومن مات منهم جاك واحد بداله قل للملك سلمان شعبك على خير وما يذل والد دون ملكه عياله
شال المهمة ما رماها على الغير يا حي ذاك الوجه وحي البسالة عمامه اللي نافلين الطوابير وعلى الشرف والعز طالع لخاله
وموت الفتى بالحرب عز وجماله مامات لينه طهّر الحد تطهير واسقي العدو كاس القهر للثمالة وقل للعدو اللي تشمت بتحقير ما همنا البواق.. وراع العمالة
وقولوا لملكنا ما علينا مخاسير الجوف أهلها كل أبوهم رجالة ما دوّروا يوم الملاقي معاذير العذر دون الدار عيب وفشالة
10 آلاف لأفضل رثاء وأعلن رئيس نادي الجندل عبدالرحمن الحجاج، عن مكافأة عبارة عن مبلغ عشرة آلاف ريال لأفضل قصيدة تُكتب في رثاء ابن الوطن الشهيد عبدالله السهيان، تعبيرأ عن اعتزاز وفخر الشعب السعودي به وبإخلاصه بعمله وشجاعته التي شاهدها العالم أجمع وهو يخوض أعتى المعارك حتى لحظة استشهاده وهو في ميدان العزّة والكرامة التي لقي بها ربه، وهي عملية تحرير تعز من الانقلابيين الحوثيين والمخلوع "صالح".