اندلع حريق كبير "بمكب للنفايات الخطرة" بمنطقة سواقة الأردنية الواقعة جنوبي العاصمة عمّان على مساحة (40 × 40) متراً، والذي يبعد مسافة تقل عن ال (30) كم فقط غربي محافظة القريات السعودية وبأقل منها عن منفذ الحديثة السعودي. ونقلاً عن صحف أردنية تابعت الحريق، يُستخدم هذا "المكب" -الذي تم إنشاؤه منذ عدّة سنين- مكاناً لإلقاء مخلّفات المواد الكيماوية الخطِرة والضارة، وهو ما أكّده لإحدى هذه الصحف فريق مختص من وزارة البيئة الأردنية الذي قدِم إلى موقع الحريق وقت حدوثه، حيث ذكر الفريق أن هذه النفايات ليست عادية وتحوي مواد كيماوية.
وقال متصرّف لواء الجيزة "ياسر العدوان": إن الحريق نشب في حفرة أثناء وقت المغرب، مساء أمسٍ الثلاثاء، حيث هرعت إلى الموقع كوادر الدفاع المدني برفقة آليات متخصّصة لإطفاء الحريق تساعدها البلديات وبعض من الجهات المعنية، مطمْئِناً بأن الأمور في طريقها إلى السيطرة، ويقع على مساحة (40 × 40) متراً في منطقة تابعة لوزارة البيئة، منوّهاً إلى أنه لا توجد إصابات ناتجة عن الحريق.
ويوجّه "أهالي القريات" وبعض المختصين بمجالي البيئة والصحّة أصابع الاتهام إلى هذا "المكب" بوقوفه خلف ارتفاع حالات الإصابة بأمراض السرطان بالقريات، التي تزايدت أعداد الإصابة بها وبشكلٍ لافت خلال العشر سنوات الأخيرة تزامناً مع تشغيله بهذه المنطقة القريبة، حيث تحتل القريات مراكز متقدّمة بأعداد الحالات التي تراجع وتُعالَج بسبب هذا المرض بمستشفيات الرياض المتقدّمة.
ويطالب الأهالي الجهات المعنية بالمملكة بالتنسيق مع نظيراتها بمملكة الأردن الشقيق؛ لنقل هذا "المكب" الخطير لمكانٍ بديل وآمن، ولمسافة بعيدة لا تتيح للهواء أو للمياه الجوفية ومياه الأمطار بنقل الغازات والأدخنة المنبثقة منه وآثارها عند عمليات الحرق المتكرّرة لهذه المواد الكيماوية الخطِرة والمضرّة على صحة الإنسان وتلويث للبيئة.
وأوضح الدكتور فهد الخضيري عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمكافحة السرطان ورئيس وحدة المسرطنات بالمستشفى التخصّصي أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين النساء بمنطقة الجوف تمثل 20% من إجمالي الإصابة به بالمملكة وتمثل القريات النسبة مرتفعة منها. بالإضافة لسرطان الدم (سرطان الخلايا البيضاء بالدم)، والذي يسمى اللوكيميا، وهو يُعتبر رابع سرطان في السعودية في العام 2003م، والذي سجّلت فيه منطقة الجوف مع المنطقة الشمالية المركز الثاني بعد منطقة تبوك بين الرجال، وذلك بنسبة 9.3%، كما أنه يُعتبر السرطان الثاني بين النساء بمنطقة الجوف ومحافظاتها بنسبة 11.2% من حالات السرطان بين النساء، وتأتي محافظة القريات أيضاً على رأس هذه النسبة.