يضطر عدد من طالبات ابتدائية وثانوية آل سلمة ببلقرن، أولياء أمور بعضهن يرابطون علي الحد الجنوبي، إلي الذهاب لمدارسهن سيراً علي الأقدام، في أجواء شديدة البرودة وضباب كثيف؛ معرّضات أنفسهن للخطر الحقيقي؛ حيث قال بعض الآباء إن شركتي "أسطول" و"تطوير" امتنعتا من تزويد المدارس بسيارات نقل. وانتقلت "سبق" إلي مركز آل سلمة جنوب محافظة بلقرن عبر طريق فيه التفافات خطرة والرؤية الأفقية فيه متدنية؛ بسبب الضباب الكثيف؛ والتقت بعدد من طالبات الابتدائية، حيث قالت ريماس حسن غرمان القرني، إنها طالبة بالمرحلة الابتدائية، ووالدها مرابط علي الحد الجنوبي؛ مضيفة أنها تضطر وشقيقاتها للقدوم إلي مدرستها سيراً علي الأقدام.
وأضافت: "اضطررت للغياب 11 يوماً خلال هذا الفصل؛ بسبب طول المسافة بين منزلنا والمدرسة، وعدم وجود سيارة تقلني للمدرسة؛ إلي جانب سوء الأحوال الجوية كالأمطار والضباب".
وفي اتصال هاتفي ل"سبق" مع والد الطالبة "ريماس" الرقيب أول حسن غرمان القرني قال: "أنا أحد الجنود المرابطين علي الحدود الجنوبية من الوطن؛ ولديّ ثلاث بنات يدرسن بمراحل دراسية مختلفة بمدارس مركز آل سلمة الابتدائية والمتوسطة والثانوية".
وأضاف: "بناتي اضطررن إلي الغياب عن مقاعد الدراسة في بعض الأيام؛ لعدم وجود وسيلة نقل مدرسي"، مضيفاً أن ابنته طالبة الثانوية تغيبت عن اختبارات فترة ولم يتم اختبارها من قبل المدرسة فيما بعد بحجة أنها متغيبة، مؤكداً أن هذا الأمر وضعه وبعض زملائه المرابطين تحت ضغط نفسي، مختتماً: "لا نستطيع ترك واجبنا الوطني في الدفاع عن الوطن، وكذلك لا نستطيع حرمان بناتنا الطالبات من التعليم".
وقال المواطن محمد بن ضيف الله القرني ل"سبق" إن بناته يدرسن بثانوية آل سلمة، مضيفاً أن المدارس تحتاج ثلاثة باصات، مؤكداً أنه راجع مرات عدة مندوب شركة "أسطول" للنقل المدرسي في سبت العلايا؛ ومدير شركة "التطوير" في بيشة ولم يجد حلا للمشكلة.
وتابع: "أكد لنا مسؤولو شركة تطوير أن مدارس آل سلمة لها استحقاق في النقل المدرسي؛ غير أنه لم يعتمد النقل حتي اللحظة؛ وبعد تكرار المراجعات أفاد مسؤولو شركة التطوير ببيشة أن ليس لديهم سيارات نقل مدرسي".
وأكد حارس مدرسة ابتدائية آل سلمة سعد بن محمد القرني ل"سبق"، وجود عدد من الطالبات اللائي يأتين للمدرسة سيراً علي الأقدام من مناطق بعيدة.
وبيّن أحد متعهدي النقل المدرسي للعام الماضي مرعي بن حبني ل"سبق"، أن مسؤول شركة أسطول للنقل المدرسي بسبت العلايا، طلب منه ومن زملائه متعهدي النقل بيع سياراتهم، وأن الشركة ستوفر لهم باصات لنقل الطالبات، مؤكداً أنه باع سيارته، وانتظر وعود شركة "أسطول" للنقل المدرسي التي ذهبت كلها أدراج الرياح.
يُذكر أن شركة متعاقدة مع وزارة التعليم قد تسببت في استقالات جماعية لمتعهدي نقل الطالبات العام الدراسي الماضي؛ نظراً لعدم تسليمهم رواتبهم.
من جانبه، قال مدير خدمات الطلاب في إدارة تعليم بيشة خالد ناصر ل"سبق"، إنه تمت معاملة أهالي آل سلمة مع مشكلة النقل المدرسة، في حينها، وتحويلها منا رسمياً لمشرف شركة "تطوير" لخدمات النقل التعليمي بمحافظة بيشة أحمد الغامدي -كجهة اختصاص- حسب ما نصت عليه منهجية النقل التعليمي المعتمدة من الوزارة، وعند مراجعة الأهالي لمدير خدمات الطلاب بتعليم بيشة تم تسليمهم رقم وتاريخ معاملتهم المحالة رسمياً لمشرف شركة "تطوير" لخدمات النقل التعليمي، وكذلك جواله.
وتواصلت "سبق" مع عدد من مسؤولي شركة تطوير بما فيهم "أحمد الغامدي"؛ للرد علي إستفسارات أهالي "آل سلمة"، بخصوص توقف النقل المدرسي عن نقل الطالبات للمدارس؛ ولم يتجاوب أحد منهم.