ضِمن برنامج "تواصل" الثقافي، أقام الأستاذ الدكتور عبدالفتاح محمد حبيب، محاضرة تحت عنوان "كتاب سيبويه بين محققيْه: عبدالسلام هارون ومحمد كاظم البكاء". استهل المحاضرة بالحديث عن كتاب سيبويه وما له من شأن، وكيف وصل إلينا؛ مبيناً أن أول مَن أبرز الكتاب واستحسنه هو: الأخفش (تلميذ سيبويه)، ونقله عنه تلميذاه: الجرمي والمازني، وكان لهما دور كبير في إشاعة الكتاب بين الناس وإظهار أنه لسيبويه.
ثم تحدث الدكتور عبدالفتاح عن أبرز طبعات الكتاب (طبعات المستشرقين، والترجمة الألمانية للكتاب، وطبعة باريس، وطبعة بولاق، وإيميل يعقوب).
ثم جاء المحاضر على الحديث عن المحققيْن عبدالسلام هارون، ومحمد كاظم البكاء؛ مقدماً تعريفاً موجزاً عن كل منهما، وما لكل منهما من باع طويل في العلم والتحقيق.
ثم ذكر المحاضر ما اعتمد عليه كل منهما من نسخ في التحقيق؛ ذاكراً في هذا الصدد أن النسخة التي اعتمد عليها البكاء أقدم بسبع سنين من النسخة التي اعتمد عليها "هارون"؛ برغم أنه حققه قبل "البكاء"، وهي -أي نسخة "البكاء"- مؤرخة بتاريخ 1132ه، مكتبة الأوقاف ببغداد. وتحدث المحاضر عن الأسباب التي دعت "البكاء" إلى إعادة تحقيق الكتاب؛ برغم تحقيق "هارون" له.
وعقد فضيلة المحاضر مقارنة بين التحقيقين؛ من حيث الضبط والعناية به، والشواهد الشعرية، والنقولات الواردة في الكتاب، والترقيم وغيرها من القضايا المهمة التي اشتمل عليها التحقيقان.
وبيّن الدكتور "حبيب" أن "البكاء" وضع خريطة توضيحية للكتاب، كشفت ما وُجد من اللبس -أحياناً- في نسخة "هارون"، التي كان يقال إن ذلك وقع فيها بسبب أن النساخ قدّموا وأخروا في الكتاب، وهو ما سبّب التداخل والاضطراب، والحق -كما يقول- أنهم لم يقدموا ولم يؤخروا في الكتاب.