اشتكت مسنة سعودية من ابنها الذي يعاني مرضاً نفسياً, بجانب إدمانه على "الحشيش", ما يشكل خطراً عليها، خصوصاً أنهما يعيشان في منزلٍ واحد, في ظل عدم وقوف المؤسسات التي من واجبها متابعة مثل حالته. وقالت المسنة في حديث ل "سبق" من مقر سكنها بمنطقة جدة: إن ابنها البالغ من العمر 40 عاماً "منذ صغره كان عصبياً, وأبناء الحرام أدخلوه في طريقهم السيئ", حتى إنها خطبت له مرتين ويفسخ الخطبة, بجانب تهديده المستمر لها. وتحدثت المسنة التي قارب عمرها التسعين, أن ابنها ليس عاقاً لها, لكنه مريض بسبب إدمانه على الحشيش, وأن العلاج سيعيده كما كان, وقالت: إن ابنها حرق يدها بالولاعة الخاصة به. وقالت: قدمت من المسجد هذا المساء وأنا على العربة, فتحدث معي قائلاً: "أنا لو بغيت اضربك ضربتك.. لكن مو الآن". وأضافت أن لديها ابناً آخر أكبر من ولدها الذي تشكو منه, لكن هذا الأخ الأكبر يخاف منه, وأن ولدها له ما يقارب الشهرين لا يأكل ولا يشرب من طبخ المنزل, ولكنه يستعين بالمبلغ الذي يصله من الضمان الاجتماعي للشراء من المطاعم, معللاً السبب بأن بعض الناس قالوا له: "والدتك تضع سحراً لك في الأكل".
وناشدت المسنة الجهات المسؤولة التدخل لعلاج ابنها, وقالت: إنها أبلغت جهات عدة، إلا أنهم لم يتفاعلوا معها, بل إنها أبلغت الشرطة فقبضوا عليه وأدخلوه السجن، وبعد أن عرف أن والدته هي التي تقدمت بالبلاغ هددها, وقالت: إن ابنها ليس عاقاً, ولكنه يحتاج إلى علاج, مطالبة بعدم معاقبته. وطالب أصحاب المبنى الذي تسكن فيه المسنة بالرحيل أكثر من مرة، وذلك بسبب المشكلة التي يعانونها من ابنها الذي يؤذيهم ويهددهم بشكل دائم. وقالت المسنة: أنا أسكن في دور أرضي, وقمت بعمل غرفة بسيطة ودورة مياه لابني في حوش المنزل, وهو يبقى فيها لفترات طويلة جداً. وكانت الكاتبة بصحيفة "الحياة" سوزان المشهدي, تطرقت لهذا الموضوع في مقال لها بعنوان (استغاثة عاجلة) قالت فيه: إنها تعرف المسنة منذ سنوات عشر, وتعرف معاناتها جيداً، وأكدت أنها تخشى كل يوم تفتح فيه الصحف المحلية أن ترى صورة المسنة وخبراً كبقية الأخبار يقول إنها قُتلت على يد ابنها، وهو مريض وليس عاقاً. وقالت سوزان المشهدي: "أضع يدي على قلبي وأنا عاجزة عن مساعدتها، وأتوارى خجلاً منها عندما أحولها إلى مؤسسات من واجبها أن تقف إلى جوارها وتحميها من الخطر المحدق بها، بعد أن تخلى عنها وعنه الأقارب، خوفاً منه ومن تهديداته الدائمة لهم".
وقالت في ختام مقالها: "التفاصيل كثيرة جداً للجهات الرسمية التي تتكفل بمساعدتها ومساعدتي، أرجوكم يا أهل القرار والاختصاص أين الجهات الرقابية التي تتأكد من مهنية الإجراءات؟ أكتب استغاثتها واستغاثتي بناء على طلبها، كمحاولة أخيرة لعلاج ابنها، وليس عقوبته بتهمة لا تمت للواقع بصلة، خطابي في رقبة كل مسؤول، وقد برأت ذمتي.. اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد".