وافق رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، على استمرار الأعمال الميدانية بموقع جرش الأثري للموسم الثامن، وتوثيق المواقع الأثرية شرق منطقة عسير. وأوضح مدير عام المتاحف بهيئة السياحة والتراث الوطني، رئيس فريق جرش الدكتور عوض الزهراني، أن الأعمال الميدانية بدأت في الموقع، واستطاع الفريق أن يكتشف عديداً من الظواهر الأثرية في موقع جرش بمحافظة أحد رفيدة، ما شجّع الفريق على مواصلة العمل في الموقع، مشيراً إلى أن زيارة رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان لها الأثر الكبير في دعم العمل بالموقع وتشجيعه لفريق العمل السعودي الذي اكتشف آثاراً تعود إلى ما قبل الميلاد حتى الفترة الإسلامية، منها: نقوش بالمسند الجنوبي، أوانٍ مختلفة الأشكال والأنواع، مسارج وأدوات حجرية، مساجد تعود إلى القرنين الأول والثاني الهجري.
وأضاف: "كما أن من أهم ما عثر عليه: نقش على صخرة لأسد يصارع ثورا، وقد نفذ هذا الرسم بأسلوب الحفر البارز، ويعتقد بأنه يرمز إلى النماء والقوة التي كانت تتمتع بها مدينة جرش في ذلك الوقت"، منوّها بأن موقع جرش الأثري يضم حصن جرش وتلالاً تحوي وحدات معمارية متنوّعة.
ولفت الزهراني؛ إلى أنه يجري حالياً عمل تأهيل للموقع، قائلاً: "تمت ترسية مشروع مركز الزوّار، وكذلك مشروع تسوير الموقع واستبدال السور القديم بالحديث للمحافظة على الموقع وفقاً لتوجيهات رئيس الهيئة".
وأضاف الزهراني: "الأعمال الموجودة في الموقع عبارة عن اكتشاف وترميم للقلعة والأعمدة"، كاشفاً أن نسبة الإنجاز فيه بلغت نحو 30 %.
وشدّد على أن هذا الموقع الأثري يعد من المواقع المهمة في تاريخ الجزيرة العربية، وهو يمثل مرحلة ما قبل الميلاد، واستمر الاستيطان فيه إلى الفترة الإسلامية، حيث يتزامن مع موقع الأخدود بنجران، وهو موقع تجاري وصناعي واقتصادي قدم خدمة كبيرة لتجارة العبور التي كانت تمر بالشرق عبر طريق التجارة القديم.
من جهته، بيّن مدير مكتب الآثار بمنطقة عسير سعيد القرني، أنه تمت ترسية مشروع مركز الزوّار بالموقع بمبلغ (3206385 ريالاً)، ويستمر المشروع 12 شهراً، ويضم صالات متعددة، إحداها لعرض المقتنيات الأثرية بالموقع، وأخرى خاصة بعرض الأفلام الوثائقية عن الموقع، إضافة إلى صالة انتظار للزوار، ومقهى لخدمة الزوار، وإدارة المركز، موضحا أن نسبة الإنجاز لمشروع المركز وصلت أكثر من 25 %.
وأضاف: "كما تمت ترسية أيضاً مشروع تسوير الموقع بدلاً من السور القديم بمبلغ (1280000 ريال)"، متطرقاً إلى أن الأعمال التي تجري حالياً في الموقع من قِبل الفريق السعودي وهذه المشاريع ستسرع لفتح الموقع للزيارة.
من جهته، أكد مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة، أن موقع جرش من أهم المواقع الأثرية الذي يعمل الفرع فيه مع قطاعات الهيئة لتهيئته؛ ليكون أول موقع أثري مفتوح للزيارة دعماً لمبادرة "عسير.. وجهة سياحية رئيسة علي مدار العام"، وتنفيذاً لتوجيهات أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، ورئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان، أثناء زيارته للموقع العام الماضي، بالتزامن مع ملتقى التراث العمراني الرابع بمنطقة عسير، والتي كان لها الأثر الكبير في العمل بروح الفريق الواحد من قِبل فريق التنقيب وفرع الهيئة بالمنطقة للوصول لما يصبو إليه الجميع وجعل سياحة عسير سياحة متنوعة في شمولية المنتجات التي تقدمها.
ونوّه بدور جامعة الملك خالد من خلال مشاركة طلابها في أعمال التنقيب، مشيداً بموقف مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن الداود، وعميد كلية الهندسة الدكتور إبراهيم الفلقي.