لا يزال مقطع الفيديو النادر للقارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد يتصدَّر مقاطع قراءة القرآن الكريم على موقع "يو تيوب" بأكثر من 8 ملايين مشاهِد خلال 4 سنوات، وهو ما يضعه ربما على قمة أعلى المقاطع مشاهَدة في اللغة العربية؛ حيث تبدو عيناه وقد اغرورقت بالدموع أثناء القراءة. ويقول صاحب المقطع، الذي اختار لنفسه اسم "مسلم فيديو"، على موقع يو تيوب: "فيديو نادر جدًا للشيخ عبدالباسط وهو يبكي من خشية الله، ويتمالك الشيخ حتى يُتِمَّ القراءة كاملة، ولكن دموعه منهمرة، ما كشفت عن بكائه من خشية الله. رحم الله الشيخ، وأدخله فسيح جناته". وفي المقطع يتلو الشيخ سورتَيْ "الضحى" و"الشرح" بصوته القوي المؤثر ولوازمه المعهودة في القراءة، وتلوين النغمات صعوداً وهبوطاً، حسب المعنى. وقد سجَّل المقطع منذ وضعه عام 2007 مشاهدات وصلت إلى 8.109.639، أي أكثر من 8 ملايين مشاهَدَة؛ وهو ما يضعه ربما على قمة أعلى المقاطع مشاهَدَة في اللغة العربية على موقع "يو تيوب"، كما حقق 4.497 تعليقاً. الطريف أن أحد المشاهدين، ويدعى " فلافر فود"، قد زعم أن المقطع محجوب بالسعودية؛ وهو ما دعا المشاهدين السعوديين للرد عليه وتكذيب الادعاء. يقول المشاهِد "ما جودي" مستنكراً: "أنا سعودي، المقطع ليس محجوباً، لماذا الافتراء؟ هل تريد أن تسبب فتنة بيننا وبين إخواننا المصريين؟". ويقول المشاهِد مالك الحزين: "أنا من السعودية، ولا يمر يوم إلا وأسمع الشيخ عبدالباسط على الراديو، وبإذاعة القرآن، هو والشيخ المنشاوي الله يرحمهما". جدير بالذكر أن القارئ الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد وُلِد عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا بجنوب مصر، في بيت من حَفَظة القرآن الكريم، والتحق بكُتّاب الشيخ الأمير، ثم تلقى علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ "محمد سليم"؛ حيث حفظ "الشاطبية" التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع، وفي عام 1951 تم اعتماد الشيخ عبدالباسط قارئاً بالإذاعة المصرية، وكانت السعودية أول دولة زارها الشيخ عبدالباسط بعد التحاقه بالإذاعة عام 1952؛ حيث أدى فريضة الحج ومعه والده، وقام بتسجيل تلاوات عدة للمملكة العربية السعودية، أشهرها التي سُجِّلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف، ولُقِّب بعدها بصوت مكة، ومن بعدها انطلق إلى أهم أكبر مساجد العالم في رحلة استمر حتى توفِّي يوم الأربعاء 30/ 11/ 1988م بعد معاناة مع مرضَيْ السكر والفشل الكبدي. وقد نال العديد من الأوسمة والنياشين وكرَّمته معظم الدول العربية والإسلامية.