وقت قصير على انطلاقة قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها وترأسها لأول مرة تركيا وسط الكثير من التوقعات والملفات الاقتصادية التي تهم دول العالم أجمع. القمة التي ستكون بمدينة أنطاليا التركية على ساحل المتوسط ستكون في الفترة بين 15-16 نوفمبر الجاري.
وتكتسب أهمية كبرى حيث ستجمع أقوى دول العالم اقتصاداً وعليها المعول في تحقيق توازن اقتصادي عالمي ومقاربات للتصدي لأبرز التحديات في مجالها.
- قمة العشرين.. تاريخ وأدوار: تأسست مجموعة العشرين في 1999م بعد مبادرة من مجموعة السبع لتجمع الدول الصناعية الكبرى مع دول – اعتبرت ناشئة وقتها - كالصين والبرازيلوالمكسيك، لمناقشة الموضوعات الرئيسية التي تهم الاقتصاد العالمي. وجاء إنشاء مجموعة العشرين كحراك جاد للسيطرة على الأزمات المالية التي حدثت في نهاية التسعينيات.
- أهداف المجموعة: تهدف مجموعة العشرين إلى تعزيز الاقتصاد العالمي وتطويره، عِلاوة على إصلاح المؤسسات المالية الدولية وتحسين النظام المالي، كما تركز على دعم النمو الاقتصادي العالمي وتطوير آليات فرص العمل.
وتتألف المجموعة من كل من الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، وتركيا، وكوريا الجنوبية، والمملكة المتحدة، والولاياتالمتحدة، مع مشاركة كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ورئاسة الاتحاد الأوروبي. وينظر لهذه المجموعة الحديدية أنها تمثل 90 % من إجمالي الناتج القومي لدول العالم، و80 % من حجم التجارة العالمية، إضافة إلى أنها تمثل ثلثي سكان العالم.
- القمم السابقة: وفي تاريخ قمم المجموعة انطلقت أولها عام 1999م في برلين، ألمانيا. ثم في 2000م بمونتريال، كندا. ثم في2001م في أوتاوا بكندا. وتلتها في 2002م في نيودلهي، الهند. ثم في 2003م في موريليا بالمكسيك. ثم في 2004م في برلين، ألمانيا. ثم في 2005م في بكين بالصين. ثم في 2006م في ملبورن, أستراليا. ثم في 2007م في كيب تاون، جنوب أفريقيا. ثم في 2007م في شرم الشيخ، مصر. ثم في 2008م في ساو باولو، البرازيل. ثم في 2008م في واشنطن، الولاياتالمتحدة. ثم في 2009م في لندن، المملكة المتحدة. ثم في 2009م في بتسبيرغ، ثم في 2010م في تورنتو, كندا. ثم في 2012م في لوس كابوس،المكسيك. ثم في 2013م في سان بطرسبرغ روسيا. ثم العام الماضي 2014م في بريسبان، أستراليا، وستقام بعد أيام في أنطاليا بتركيا.
- ملفات هامة: على طاولة هذه القمة ملفات هامة جداً. ويتوقع أن تكون القضايا المطروحة للنقاش خلال جلسات القمة أن تتناول مواضيع مثل؛ مسائل الإرهاب ومكافحة تنظيم “داعش”، الهجرة واللاجئين، وتشجيع نمو الاقتصاد العالمي بشكل مستمر، وأهم التحديات التي تواجه صانعي السياسات في دول العالم وفي مقدمتها نمو الاقتصادات المنخفضة.
- ثقل المملكة في مجموعة ال20: سجل دخول المملكة كعضو في أكبر مجموعة اقتصادية في العالم اعترافاً بأهمية المملكة الاقتصادية ليس في الوقت الحاضر فقط، إنما في المستقبل أيضاً، وتعطي العضوية في هذه المجموعة للمملكة قوة ونفوذاً سياسياً واقتصادياً ومعنوياً كبيراً يجعلها طرفاً مؤثراً في صنع السياسات الاقتصادية العالمية التي تؤثر في اقتصاد المملكة واقتصادات دول المنطقة.
- أبرز مشاركات المملكة بقمم العشرين: شاركت المملكة لأول مرة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله في اجتماع قمة مجموعة العشرين الاقتصادية الأولى بواشنطن بتاريخ 15 نوفمبر 2008م. كما شاركت في الثانية في العاصمة البريطانية لندن في 2 إبريل 2009م، والثالثة برئاسته أيضا في مدينة تورنتو الكندية بتاريخ 27 يونيو 2010م. وفي 2012 رأس وفد المملكة الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف إلى مدينة لوس كابوس المكسيكية. وفي 2013 كان الملك عبدالله رحمه الله رئيساً لوفد المملكة. أيضا من أبرز محطات مشاركة المملكة في قمم العشرين كانت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله حينما كان ولياً للعهد في 10/11/2014ه.
- المجموعة وإيجابية انضمام المملكة: ساهمت عضوية المملكة في المجموعة في تنسيق وإصلاح بعض السياسات في عدد كبير من المجالات المالية والاقتصادية، ما سيدفع إلى مزيد من التطوير للقطاعات المالية والاقتصادية ويصب في نهاية المطاف في مصلحة المملكة واقتصادها.
- قوة اقتصادية فاعلة: يمثلّ اقتصاد المملكة 25% من اقتصاد منطقة الشرق الأوسط. وتعمل وفق سياسة متزنة على تعزيز استقرار أسواق الطاقة العالمية عبر دورها الفاعل في السوق البترولية العالمية الذي يأخذ في الاعتبار مصالح الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة.
- مساعدات بلا حدود: واجهت المملكة آثار الأزمة المالية العالمية في الدول الفقيرة من خلال زيادة مساعداتها التنموية والإنسانية الثنائية والمتعددة، بما في ذلك دعم بنوك التنمية متعددة الأطراف. ومن أبرز الشواهد مبادرة الملك عبدالله – رحمه الله - لزيادة رؤوس أموال المؤسسات والصناديق العربية المشتركة بنسبة لا تقل عن 50%. مما أسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي وبالتالي في الاقتصاد العالمي.
- استقرار سوق النفط: أكدت تقارير البنك الدولي للأعوام الأخيرة أن المملكة دعمت الاقتصاد العالمي عبر دورها المساند لاستقرار سوق النفط، ورحّب بالتدابير التي اتّخذتها المملكة لتعزيز إدارة المالية العامة. كما قامت المملكة بتزويد مجموعة العشرين بالالتزامات التي أعدّتها لسياساتها الاقتصادية على مستوى المالية العامة والسياسة النقدية وسياسة سعر الصرف، التي من شأنها العمل على تشجيع النمو القوي والمستدام والمتوازن.
- دعم الصندوق الدولي: أسهمت المملكة في دعم موارد صندوق النقد الدولي؛ لتعزيز دوره في مجابهة المخاطر الاقتصادية العالمية، تماشياً مع موقف المملكة بصفتها مساهماً رئيساً في المؤسسات المالية الدولية ومجموعة العشرين، وهو ما يؤكد دورها الريادي في الاقتصاد العالمي.
- إصلاحات لا تتوقف: انطلاقاً من التزامها كحكومة وكعضوة في مجموعة ال20 توسعت المملكة في توسيع الإنفاق الحكومي للاستثمار في البنية التحتية والفوقية وتوسعت في الإصلاحات في كل الاتجاهات. كما ينظر عالمياً وباهتمام كبير لقرار المملكة مؤخراً بفتح أسواقها أمام الاستثمار الأجنبي المباشر.
- تصنيفات عالمية قوية: هذا الثقل الكبير بفضل الله جعل التصنيفات الدولية تتوالي. فوكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني، منحت السعودية التصنيف الأفضل عربياً، لتقترب من أعلى مستويات التصنيف الائتماني في العالم. ورفعته من (AA-) إلى (AA) مع نظرة مستقبلية مستقرة، وهي الدرجة التي تسبق التصنيف الممتاز مباشرة (AAA) والذي تتمتع به دول قليلة في العالم، وفقدته الولاياتالمتحدة أخيراً. كما احتلت السعودية المرتبة الثانية للدول الأفضل أداءً من حيث النمو الاقتصادي بين دول مجموعة العشرين في عام 2012م.
- إسهام في الاقتصاد العالمي: هذا وفي مطلع العام الحالي صنَّفت مجلة "أميركان إنترست"، السعودية في الترتيب السابع ضمن قائمة أقوى سبع دول تستطيع أن تؤثر على العالم في العام 2015، واصفةً المملكة العربية بأنها لعبت دورًا مهمًا أبهر العالم في العام 2014م لتحتل المرتبة السابعة بعد كل من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوألمانيا والصين واليابان وروسياوالهند.
وأوضحت المجلة، أنَّ المملكة كان لها التأثير الواضح سياسيًا وعسكريًا على الأوضاع المضطربة في المنطقة، مضيفةً أنها ستساهم في نمو الاقتصاد العالمي بتخفيضها تسعيرة النفط.