يرى متابعون للشأن الأذري الإيراني، أن دعم انفصال إقليم أذربيجان المحتل ذو العرقية الأذرية الأكبر بين العرقيات الأخرى سيكون ضربة أشد ألمًا لنظام الملالي خصوصًا بعد الإهانات المتكررة والقمع المتواصل من النظام العرقي لهم دون مراعاةٍ لأغلبيتهم الشيعية، مشيرين إلى أنه إن تناسى الملالي مواقف الأذر مع الخميني، فلن ينسى الأذر خيانة الأخير لهم." وتبرز أهمية الثورة الأذرية في أن ثلث الشعب الإيراني ينتمي إلى العرق الآذاري ويتحدث الفارسية إلى جانب التركية، بينما يدين 93 بالمائة من الأذريين بالإسلام (70 بالمائة منهم من الشيعة)، ومعظم هؤلاء الشيعة من الاثني عشرية الذين يتبعون مراجع دينية في قم أو في تبريز عاصمة الإقليم المحتل ، ويرى المتابعون أن تاريخ ضعف ثقة الأذريين في النظام الإيراني الحالي قديم نسبيًا، ويعود إلى اليوم الذي همش فيه الخميني زميله في النضال ضد الشاه، وحاميه من مطاردات جهاز السافاك "آية الله شريعة مداري"، على الرغم من إنقاذ الأخير له من الإعدام في زمن الشاه رضا بهلوي .
ويرون أنه لم يكن سبب تحجيم الخميني لشريعتمداري، وفرض الإقامة الجبرية عليه، والتراجع عن تسميته كخليفة له سوى أن الأخير أذري، ولا ينتمي إلى القومية الفارسية، واتهمته أجهزة الثورة - آنذاك - بالتآمر، كما اتهمته بمحاولة اغتيال قيادات في الثورة، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله، ومُنِع من التدريس في الحوزة، وتعرض أتباعه للتنكيل وتعرض هو للضرب والإهانة وتم إحراق مكتبته وبعد تعرضه للمرض تم منع إسعافه وعلاجه فتوفي في بيته، ودفن سرًا من قِبل الأجهزة الرسمية في الليل في مقبرة مهجورة.
ويبدو أن تلك الثقة تراجعت أكثر بقيام الخميني بالتخلص من كل رفاق ومؤيدي شريعتمداري في حزب "شعب إيران المسلم" بالإعدام شنقًا في 1979، الأمر الذي فجر صدامات وعصيانًا مدنيًا واسعًا في مدن أذربيجانالإيرانية كتبريز، وأردبيل ، وزنجان ما بين عامي 1979 و1980. وظلت الثقة مفقودة حتى بعد تنصيب الأذري علي خامنئي خلفًا للخميني.
ويعد الأذريون هم الكتلة العرقية الكبيرة من الشعوب غير الفارسية التي لم تتحرك بشكل عنيف تجاه سياسات الاضطهاد الثقافي التي تمارسها حكومة المحتل تجاه تغيير هويتهم عدا بعض التحركات القومية بين شباب الجامعات الذين يسعون لإظهار انتمائهم من آنٍ لآخر ويطالبون بفتح مجال أكبر للتعبير عن ثقافتهم القومية في التعليم والإعلام.
ويرى الأذريون أنهم أول من أسس دولة شيعية في إيران، إذ يرجعون لأنفسهم الفضل في انفصال إيران واستقلالها عن الخلافة العثمانية الإسلامية وذلك بعد مناصرة قبائل القزلباش الأذرية لإسماعيل الصفوي.
يُذكر أن الآلاف من أبناء الشعب الأذري الواقع تحت الاحتلال الفارسي قد خرجوا اليوم في مظاهرات عارمة في مدن “تبريز، أرومية، مراغة، أردبيل، زنجان، مشكين شهر، وأيضًا مدينة طهران التي يسكنها الكثير من الأذريين ، منددين بما تعرضوا له لإساءات من برنامج بثه التلفزيون الرسمي.
ونشرت مواقع وحسابات لناشطين أتراك صورًا ومقاطع فيديو تظهر فيها حشود كبيرة من المتظاهرين الذين تعرضوا لضرب واعتداءات من قِبل قوات الأمن الفارسية استخدمت فيها قوة مفرطة أثناء تصديها للمتظاهرين وجرحت العشرات منهم.
وقالت مصادر من إقليم أذربيجان إن الأمن الفارسي قطع شبكة الإنترنت في مدن وقرى إقليم أذربايجان خوفًا من اتساع هذه المظاهرات وامتدادها إلى مناطق الشعوب غير الفارسية مثل كردستان والأحواز وبلوشستان.