أبدت خريجات الثانوية العامة بالمدينةالمنورة تذمرهن من الفوضى والعشوائية التي صاحبت قبول الطالبات الجديدات بجامعة طيبة. وأكدت شاهدات عيان ل"سبق" أن إغلاق التخصصات يدوياً جاء قاصمة للظَّهر لمن أمّلن في قبولهن وفقاً للنظام الآلي الذي اعتبرنه عادلاً لولا تدخل القائمين على القبول به. ةفي حين أوضحت شاشات العرض داخل مبنى القبول والتسجيل للطالبات أن هناك تخصصات متاح القبول بها رفضت عضوات لجنة القبول تسجيل بعض الطالبات في تلك التخصصات. مشيرات إلى أن تلك التخصصات تم الاكتفاء فيها، بينما لم يُكتفَ بعد في الحقيقة. وكانت جامعة طيبة قد ربطت شاشات كبيرة داخل قاعة انتظار القبول والتسجيل بجهاز القبول المركزي؛ ليتم عرض المتاح من المقاعد بتخصصات الجامعة كافة، في خطوة تُحسب للجامعة؛ حتى يكون هناك نوعٌ من الشفافية في القبول، إلا أن اللجنة رفضت القبول ببعض التخصصات رغم إتاحتها. وقد شهد يوم الثلاثاء الماضي عند الساعة الثانية عشرة ظُهْراً تدافعاً للمتقدمات عندما أُطفئت شاشة العرض داخل الصالة بعد أن طالبن بالمقاعد بسبب عدم اكتمالها حسب شاشة العرض. وقد انخرطت مجموعة من الطالبات في البكاء بحالة هستيرية، وتوسلن للموظفات بأن يقبلنهن في أي تخصص، إلا أن الموظفات أعلنّ أن من لم يدخل اسمها الحاسب فهي غير مقبولة. وقد فقدت بعض الطالبات ممن فقدن الأمل في القبول بالجامعة وعيهن، واقتحمت مجموعة منهن تُقدَّر ب200 طالبة بوابة الطوارئ مناديات بأعلى أصواتهن "ما لنا إلا خادم الحرمين الشريفين.. ما لنا إلا خادم الحرمين الشريفين"، وأُعلنت حالة الطوارئ داخل الجامعة. وتدخلت الموظفات لمنع الطالبات من الدخول بعدما فقدت موظفات الأمن السيطرة على الوضع، ووجّهت موظفات الأمن خراطيم مياه الإطفاء الموجودة داخل المبنى نحو الطالبات مهددات برشهن بالماء في حالة عدم إنهاء شغبهن داخل المبنى، فيما فُعّلت أبواق وإشارات الحريق في محاولة للسيطرة على الوضع. وقد أصاب هذا التصرف أولياء الأمور بالخوف والهلع عند سماعهم أبواق إنذارات الحريق؛ فتسارعوا للتدافع لإنقاذ بناتهم ظناً منهم أن حريقاً نشب داخل المبنى، فيما أعلن رجال أمن الجامعة أن الوضع تحت السيطرة، وأن الأبواق شُغّلت لإنهاء شغب الطالبات، وليس لوجود حريق. ولفرط فزعه سقط أحد أولياء الأمور بين السيارات عند سماعه أبواق إنذارات الحريق بعدما لم تردّ عليه ابنته على هاتفها؛ لعدم سماعها الجوال وسط الفوضى والأصوات العارمة التي اكتظ بها المبنى. وكان أكثر من 20 ألف طالب وطالبة قد تقدموا للقبول بجامعة طيبة، إلا أنه بعد إعلان النتائج وجد أكثرهم نفسه خارج الجامعة لعدم قبوله. وقال بعض المتقدمين والمتقدمات الذين لم يُقبلوا إن المسؤولين بذلك يرغمونهم على التسجيل في البرامج المسائية والتأهيلية والانتساب المدفوع؛ ما يُزيد من الدخل المالي للجامعة.