بالتعاون مع المديرية العامة للسجون، اختتمت الندوة العالمية للشباب الإسلامي الملتقى الصيفي السابع بشعبة سجن الملز، الذي استمر لمدة شهر، بإشراف إدارة الإرشاد والتوجيه في السجن، وتضمن برامج اجتماعية ودعوية وتربوية ورياضية وترفيهية، شارك فيها مشايخ وتربويون وطلاب علم وموجهون، بهدف مساعدة النزلاء للعودة إلى مجتمعهم ليقوموا بدورهم المنوط بهم والاستفادة من التجربة التي مروا بها، ومساعدتهم للانخراط في المجتمع. وقد أقيم حفل ختامي بهذه المناسبة شارك فيه الأمين العام للندوة العالمية الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي، ومدير شعبة سجن الملز العقيد علي بن صالح الحمود، والعقيد موسى بن سعود العميرة. بدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم، ثم قدم النزلاء عدداً من الفقرات التربوية والترفيهية، وأظهروا مواهبهم في الإلقاء والشعر. وشدد العقيد موسى بن سعود العميرة في كلمته على الدور الاجتماعي والتربوي والإرشادي الذي تقوم به مصلحة السجون في تأهيل النزلاء للعودة إلى المجتمع من جديد، وقدم شكره للندوة العالمية للشباب الإسلامي لتنفيذ الملتقى الصيفي السابع في شعبة سجن الملز، وما حفل به البرنامج من جرعات تربوية وإرشادية وتوعوية وترفيهية للنزلاء، مؤكداً أهمية بناء الإنسان والاستثمار في هذا المجال، داعياً النزلاء إلى الاستفادة من التجربة التي قضوها في السجن بما فيها وإعادة تصحيح مسار حياتهم من جديد، وخدمة أنفسهم وأهلهم ومجتمعاتهم، مؤكداً أن جميع السبل مهيأة لعودتهم إلى المسار الصحيح من جديد. وألقى الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي كلمة أكد فيها الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام ونصرة المسلمين ونشر الدعوة الصحيحة في شتى بقاع الأرض، ودعم العمل الخيري. وقال: إن هذه النشاطات الدعوية والتربوية والاجتماعية والإرشادية التي تقوم بها الندوة العالمية للشباب الإسلامي التي تنطلق من هذه البلاد المباركة بدعم ومساندة من ولاة الأمر، يحفظهم الله، لها دورها في التوعية والإرشاد والتعريف بالإسلام والدعوة الصحيحة، مشيراً إلى دور الندوة على مستوى العالم بين أبناء الجاليات المسلمة في بلاد الأقليات. وقال د. الوهيبي إن هذا البلد المبارك اختصه الله بأمور عديدة، في مقدمتها أنه حاضن للحرمين الشريفين، وهذه نعمة لم يفز بها بلد سوى هذا البلد الطيب المبارك، وأنه البلد الذي لم يطبق في تاريخه إلا الشريعة الإسلامية، وأن الدعوة السلفية التي قامت قبل مائة عام جددت هذا المسار. وأضاف أن الندوة العالمية التي تنطلق من المملكة عليها مسؤوليات تجاه إخوانها المسلمين الذين يُرمون في سجون بلدانهم ولا يعرفون شيئاً عن دينهم، وقد يرتدون عن الإسلام، ولها مسؤولياتها تجاه أبناء الجاليات المسلمة في بلاد الأقليات للحفاظ على دينهم، ولها دورها في دعم ومساندة المتضررين والمنكوبين من أبناء المسلمين. وأشار الأمين العام للندوة العالمية إلى الدور الذي تقوم به بتعاون الدعاة والمشايخ والأكاديميين من أبناء المملكة في إقامة المخيمات الصيفية والدورات الشرعية والملتقيات الشبابية لتحصين أبناء المسلمين من التيارات المنحرفة. وأكد د. الوهيبي أن 60 % من أبناء المملكة من الشباب، مطالباً بتضافر جميع الجهات الشبابية والتربوية والتعليمية والخيرية لرعايتهم واستثمار طاقتهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة لخدمة دينهم ووطنهم وحمايتهم من الانحرافات الفكرية والعقدية، وقال: إن في الندوة أكثر من 3000 متطوع ومتطوعة يقومون بتنفيذ برامجها. وأشار إلى أهمية المراكز الصيفية التي تنفذها الندوة عن طريق مكاتبها وفروعها في الداخل لتوعية وتوجيه نزلاء السجون، وأعرب عن شكره وتقديره للمديرية العامة للسجون وشعبه سجن الملز على تعاونهما مع الندوة وإتاحة الفرصة لها للقيام بهذا الدور، وأشاد بالروح العالمية لنزلاء سجن الملز ومشاركتهم في البرامج وتفاعلهم معها، وطالبهم بالعودة الحميدة إلى أحضان مجتمعهم والمشاركة في البناء والاستفادة من التجربة وتصحيح مسار حياتهم، مشدداً على الدور الكبير الذي تبذله المديرية العامة للسجون في رعاية النزلاء وتقديم الخدمات لهم والدور الإرشادي والتوعوي لهم، كما ثمن دور البرنامج الصيفي من منسوبي الندوة العالمية للشباب الإسلامي. وقد تم توزيع شهادات الشكر والتقدير على من ساهموا وشاركوا في الملتقى. وثمن الشيخ محمد باشميل المشرف على الملتقى الصيفي السابع، دور المديرية العامة للسجون، وأشاد بجميع المسؤولين في شعبة سجن الملز، وخصوصاً إدارة السجن وشعبة الإرشاد والتوجيه، وبجميع منسوبي السجن لتقديم كل التسهيلات لتنفيذ الملتقى، داعياً الله أن يحفظ المملكة وولاة أمرها، منوهاً بدور النزلاء في نجاح البرنامج وتفاعلهم معه وروحهم العالية وتصميمهم للعودة الصادقة لتصحيح مسار حياتهم والاستفادة من التجربة التي مروا بها.