طالب المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، "عبدالعزيز بن عثمان التويجري"، اليوم الأربعاء؛ مجلس الأمن الدولي بتوسيع مهام قوات حفظ السلام الدولية لتشمل "حماية المواقع التراثية والمعالم الحضارية" في المناطق الساخنة في العالم. وقال "التويجري"، في تصريحات عقب الجلسة الافتتاحية في مقر الإيسيسكو في الرباط لحملة اليونيسكو الدولية (#متحدون_ مع_ التراث): "يمكن لمجلس الأمن إصدار قرارات ملزمة تحت الفصل السابع لحماية هذه المعالم التاريخية، وإبعادها عن مناطق الصراع والنزاع التي قد تنشأ في أي مكان من العالم، وليس فقط في العالم الإسلامي". وأضاف: "هذا غير موجود حتى الآن".
ووصف "التويجري" ما يقوم به تنظيم "داعش" في المناطق التي تواجد فيها بأنه: "تدمير للتاريخ البشري، وانحراف فكري وعقائدي سلوكي. الجهل والضلال يقودان هؤلاء المتهورين المخربين إلى تدمير هذه الكنوز الحضارية".
وألمح مدير الإيسيسكو إلى وجود "إرادة مبيّتة لتدمير ذاكرة تاريخ العالم الإسلامي والذاكرة الحضارية الإنسانية بصفة عامة".
وقال: "للأسف! أول ما يبدأ به في الحروب هي تدمير هذه المعالم وهذه الآثار.. أهم وأكثر الكنوز الحضارية وأنفسها موجودة في العالم الإسلامي.. فإذا دُمرت فقدت الإنسانية إرثاً كبيراً".
وزاد: "إذا ما تدخل مجلس الأمن عبر قوات حفظ السلام الدولية عندئذ سنطمئن بأن هذه المعالم ستبقى في مأمن عن الصراع والتدمير.. عصابات داعش تمحو التاريخ في: تدمر والنمرود والموصل، وغيرها من الحواضر.. فجرتها أمام مرأى ومسمع من العالم".
وأكد "التويجري" أن تدمير الآثار "لا أصل له في الإسلام، ولا في تعامل المسلمين عبر العصور"، وقال: "هذه الآثار والمعالم كانت موجودة في العصر النبوي وما تلاه.. لم يتعرض المسلمون عبر العصور لهذه الآثار، بل حموها وحافظوا عليها، وبقيت إلى يومنا هذا".
وتساءل "التويجري": "هل هؤلاء المخربون أكثر تديناً ومعرفة بالإسلام من الصحابة ومن تبعهم من المسلمين عبر العصور، الذين عايشوا هذه الآثار وحافظوا عليها وأبقوها؟!".
وأضاف: "أنا أتعجب وأنظر باستغراب إلى ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون المجرمون من تدمير وتخريب، بحجة أن هذه الآثار ليست إسلامية.. لا يمكن أن ننسب ذلك إلى ديننا.. الإسلام بريء من كل هذه الأعمال الإجرامية".
ودعا "التويجري" الدول الإسلامية إلى "نشر الثقافة والمعرفة في أوساط المسلمين حتى يتبينوا أن ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون لا علاقة له بالدين ولا بتعاليم الإسلام".
وقال: "لو كانت هذه المعالم والآثار ضد تعاليم الإسلام لَباشَرَ المسلمون الأوائل بإزالتها، هم لم يفعلوا ذلك.. هذه الآثار والمعالم لم تدخل في دائرة التحريم أو في دائرة ما يمكن أن يعد محرماً في الإسلام".
وقال "التويجري": "هناك خلل كبير في العقول؛ لأن هذه الآثار إذا دمرت وتلفت لا يمكن استعادتها بأي حال من الأحوال.. المعلم الحضاري والثقافي الذي يفجر لا يمكن إعادته، والكنوز التي تدمر وتحطم لا يمكن إعادة تركيبها".
وحثَّ الدول الأعضاء على مساندة الإيسيسكو التي دخلت في شراكة مع اليونيسكو في المحافظة على هذه المعالم، والإشعار بخطورة الوضع الذي تعيش فيه الآثار، وإيجاد آليات للحفاظ على هذه المعالم وصيانتها، وإبعادها عن مناطق الصراع.