لا يعرف سُكانها سوى الطبيعة البكر والأساطير التي خلدها الأجداد عن هذا الجبل الغريب "جبل القهر" بجازان، أحوالهم الصعبة لم تشفع لهم سوى بطريق وُضع حجر أساسه منذ عشرين عاماً، وتبلغ مسافته 16 كم ولم ينتهِ إلى الآن؛ وإلى هنا رصدت "سبق" قصصاً رواها كبار السن على سفوح ذلك الجبل الغريب، كانت جميعها أقرب للأساطير، إلا قصة الطريق الذي كان واقعاً أمام الأعين. صخور تعزل الأسر جُلّ هم سُكان "جبل القهر" بجازان، كيف ينتهي يومهم بسلام، دون أن يتحمّلوا مشقة الصعود مشياً؛ بعد أن تعزل الصخور الطريق المؤدي إليهم، مستسلمين للاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي لا يوجد مثلها بمناطق المملكة.
طريق ال 25 عاماً! واستغرب أهالي "القهر" من التأخر الذي لازم الطريق لأكثر من عشرين سنة، مما يثير الشكوك، مشيرين إلى أن وزير النقل السابق ناصر السلوم وضع حجر الأساس للطريق في العام 1416ه وهو عبارة عن تنفيذ 15 كلم، إلا أنه لم ينجز منه حتى الآن سوى النصف بواقع 7 كلم، مطالبين المسؤولين التنفيذيين للطريق بالتعجيل في تنفيذ المشروع، مؤكدين أن الشركة المنفذة لم تواجهها أي عقبات من مبانٍ أو ممتلكات للمواطنين، والتي قد تتسبب في عرقلة عملية التنفيذ ليتأخر كل هذا الوقت، واتهموا الشركة بالتقاعس والإهمال في أداء مهامها.
آثار النبي صالح وكان قد قدم الباحث السعودي هادي أبو عامرية بحثاً حول آثار "جبل القهر" والذي عدّه قيمة علمية ثمينة، وجاء في بحثه أنه اكتشف أن هناك نقوشاً تاريخية في الجبل، ومواقع خاصة في وادي "أتران" أسفل الجبل.
وبدأ الباحث رحلته الاستكشافية فوق "جبل القهر" وركز على أشجار البراري، واكتشف من خلال زيارته أن معظم أجزاء جبل القهر منحوتة بشكل هندسي، وهي نحوتات ليست بعوامل التعرية، وغلب على ظنه أن ذلك من فعل قوم ثمود، وأنهم سكنوا هذا الجبل.
الأكمة وكفّ الغلام وكشف "أبو عامرية"، من خلال بحثه، عن أول أثر زاره هو "الأكمة" التي خرجت منه ناقة النبي صالح عليه السلام كأثر باق في موقع من الجبل، وعثر قبلها على صخرة مطبوع عليها تسعة أكُف، وتحتها قبران فيهما 9 رمم بشرية واحدة منها لغلام، والأكف منها كفّ لغلام، والمؤرخون يذكرون أن هذا الغلام هو "أحيمر ثمود" عاقر الناقة.
أول مركز للإمارة ويعد "جبل القهر" من أهم المواقع السياحية بمنطقة جازان، وتم افتتاح أول مركز للإمارة فيه عام 1375ه، ويمتاز الجبل بشلالاته وغاباته الخضراء، إلا أن سكاناً يسكنون بقرى مجاورة له ما زالوا يعانون من رداءة الطرق الموصّلة له، خاصة مع هطول الأمطار، مطالبين وزارة النقل بإيجاد الحلول اللازمة.