رحب أمين عام جمعية الأطفال المعوقين عوض بن عبدالله الغامدي؛ نيابة عن رئيس مجلس إدارة الجمعية الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، بالمشاركين في ملتقى " أثر الأوقاف في دعم واستمرار الجمعيات الخيرية"؛ الذي نظّمه نادي المسؤولية الاجتماعية بجامعة الملك سعود، بالتعاون مع جمعية الأطفال المعوقين، برعاية إلكترونية من "سبق"، والذي عُقد مساء أمس "الإثنين"، بمقر الجمعية بالرياض.. معرباً عن شكره وتقديره للعلماء والمسؤولين الذين أثروا الملتقى بكلماتهم التي بيّنت الكثير من أهمية الوقف في المجتمع وللجمعيات الخيرية. وقال عوض الغامدي؛ خلال كلمته في افتتاح أولى فعاليات الملتقى التي أدارها الإعلامي محمد الدخيني: إن الجمعيات الخيرية تواجه تحدياً صعباً يهدّد استمرارية خدماتها المجانية، وإيصالها إلى مَن يحتاج إليها، إزاء عدم توافر مصادر تمويل ثابتة تُسهم في تمويل تلك الخدمات.
وأضاف: إن الجمعية عملت على مواجهة ذلك التحدّي من خلال تبني إستراتيجية لمشروعات الاستثمار الخيري، وقد توّج ذلك بتفضل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بتدشين مشروعها الخيري الاستثماري "خير مكة" في العاصمة المقدّسة.
وتابع: انطلقت في خطة متكاملة لتنمية مواردها لإنشاء مشروعات استثمارية خيرية يسهم ريعها في نسبة من الميزانيات التشغيلية لمراكزها، وذلك لضمان تأمين موارد ثابتة لتمويل خدماتها المجانية المتخصّصة لمنسوبيها من الأطفال المعوقين، ومواكبةَ امتداد مظلة خدمات الجمعية لمختلف مناطق المملكة بإنشاء مراكز جديدة، إضافة إلى مشروعات التوسعات في خدماتها لاستيعاب قوائم انتظار الأطفال للاستفادة من هذه الخدمات، واستمرت الجمعية في التوسع في مشروعاتها الاستثمارية الخيرية، خاصة بعد تضاعف ميزانيها التشغيلية لتصل إلى 120 مليون ريال.
وأكّد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد لشؤون الأوقاف الشيخ سعد بن صالح اليحيى؛ أن دور وزارة الشؤون الإسلامية في تنظيم الأوقاف دور رئيس وجوهري؛ باعتبار أن الوزارة ممثلة في وكالتها لشؤون الأوقاف هي الجهة المنوط بها جميع أمور الأوقاف الخيرية في المملكة.
وأشار إلى أن ما تقدمه الوزارة من تسهيلات للجمعيات يتوقف على ما هو منوط بها من اختصاصات وصلاحيات تتعلق بهذا الشأن دون تدخل منها في شؤون تلك الجمعيات إلا في حدود ما تطلبه الجمعيات من الوزارة من استشارات وغيرها.
وقال الشيخ صالح اليحيى: إن الدولة حرصت ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد منذ نشأتها، على أن تولي تنظيم الأوقاف جُل اهتمامها وعنايتها انطلاقاً من واجبها في ذلك، والرسالة السامية المنوطة بها في مجال أعمال الأوقاف ومن المكانة الكبيرة التي تحظى بها الأوقاف في شرع الله تعالى.. موضحاً أن الوزارة لذلك اهتمت بالأوقاف، خاصة من النواحي التنظيمية والإدارية وذلك استكمالاً للأسس العظيمة التي وضعها المؤسِّس الملك عبدالعزيز – يرحمه الله – للأوقاف؛ حيث حرص - يرحمه الله - على وضع نظام دقيق وشامل لتوزيع الصدقات على مستحقيها لتحقيق الغايات الشرعية من الوقف.
من جانبه، قال نائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الهذلول: انطلاقاً من عنوان الملتقى وهو أثر الأوقاف في دعم واستمرار الجمعيات الخيرية، فإنه لا توجد جمعية خيرية في المملكة أقفلت من أجل المال في هذه البلاد المباركة، وأن الدولة - وفقها الله - وضعت أنظمة وقوانين، وأطلقت أيدى الناس في العمل بضوابط محدّدة ومعينة؛ مؤكداً أن الحاجة إلى الوقف في أيامنا هذه حاجة ملحة وماسّة وأكثر إلحاحاً مما مضى، ونحن في حاجة إلى نشر ثقافة الأوقاف الخيرية بين أفراد المجتمع.
وأوضح الشيخ عبدالرحمن الهذلول، أن الوقف في التاريخ الإسلامي كان له دورٌ كبيرٌ في النهضة العلمية والفكرية والخدمات الصحية والمعيشية في عصور طويلة للأمة، وخاصة أن الدولة الإسلامية كانت في وقت مضى ليست بها وزارات للتعليم، وكان التعليم ممولاً من الأوقاف، وأن الكثير من الخدمات في الدول الإسلامية كان ممولاً من الأوقاف.
وأشار إلى أن الباحثين يعتبرون أن الأوقاف أحد الأسس المهمة للنهضة الإسلامية الشاملة.
من جهة أخرى، قال بدر بن محمد الراجحي رئيس اللجنة الوطنية للأوقاف بمجلس الغرف السعودية، إن انتشار ثقافة الأوقاف شهدت نمواً في السنوات الأخيرة في السعودية، ورغم ذلك نحتاج إلى المزيد من ثقافة المجتمع بالأوقاف بداية من النشء حتى كبار السن، وإيضاح أهمية مساهمة الجميع في الأوقاف لما لها من أجر عظيم الله - عزّ وجلّ.
وأضاف بدر الراجحي؛ أن انتشار الأوقاف يحتاج إلى بيئة، والحمد لله في المملكة تتوافر هذه البيئة؛ لما فيها من خير عظيم وحب للخير، ونحن ولله الحمد شعبٌ متدين وإعلامنا هم أبناء الوطن ويهمهم تلبية حاجة المجتمع من معوقين وغيرهم.. مؤكداً أننا ما زلنا في بداية الطريق في تطوير بيئة نشر ثقافة الأوقاف وأهمها في قطاع التعليم؛ حيث إن التعليم هو أساس أي علم.
جديرٌ بالذكر أن فعاليات الملتقى تضمنت أيضاً دورة تدريبية تحمل اسم (كيف تسوّق وقفك الخيري) قدّمها الإعلامي والمدرب المعتمد فهد الفهيد، وتطرّق إلى عدد من التجارب الناجحة في مجال الأوقاف.
يُذكر أن هذا الملتقى يأتي امتداداً للشراكة بين النادي والجمعية التي أسفرت عن عدد كبير ومميز من الملتقيات والندوات طرحت الكثير من التجارب والرؤى الجديدة والمستجدة في أساليب ووسائل العمل الخيري، وأسهم ذلك في تطوير وتحديث عديد من الجمعيات من خلال ملامسة احتياجات الجمعيات ومساعدتها على تفعيل رسالتها الإنسانية.