حذر استشاري في أمراض الذكورة من بعض المفاهيم الخاطئة التي ترسخت في أذهان الكثيرين، والمتمثلة في تناول مأكولات معينة لزيادة القدرة الجنسية، مثل الإفراط في تناول الكبسة والوجبات الدسمة الغنية بالدهون و«الكولسترول» قبل المعاشرة الزوجية بدعوى أنها مفيدة في إتمام العلاقة الحميمية، مؤكداً أن الواقع عكس ذلك تماما. ووفقا لتقرير أعدته الزميلة يسرى الكثيري ونشرته "الحياة"، أوضح استشاري أمراض الذكورة في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة الدكتور أحمد إبراهيم السقا أنه بمجرد تناول الوجبات الدسمة تتوجه أكبر كميةٍ من الدم الموجود في الجسم إلى المعدة، ما يؤدي إلى الشعور بالخمول والكسل ويؤثر بشكلٍ مباشر على وصول الدم للأعضاء الطرفية ومنها العضو الذكري، وبالتالي حدوث ضعف الانتصاب على المدى القصير، أما على المدى الطويل فإن تناول الوجبات المشبعة بالدهون يرفع مستويات (الكولسترول) بالدم وبمرور الوقت يؤدي إلى ضيق في الشرايين وتصلبها ما يؤثر على كفاءة الانتصاب ويؤدي إلى الضعف الجنسي. وأكد السقا أن معدلات الإصابة بالضعف الجنسي لدى الرجال في السعودية آخذةٌ في الارتفاع نتيجة أسباب عدة، يأتي في مقدمها انتشار عوامل الخطورة والتي تشمل بالدرجة الأولى مرض السكري الذي تصل نسبة الإصابة به في المملكة إلى 30 في المئة، إضافةً إلى ارتفاع نسبة (الكولسترول) بالدم وأمراض القلب والشرايين ومشكلات «البروستاتا» والتدخين والسمنة ونمط الحياة الخامل البعيد عن ممارسة الرياضة، بحسب دراسةٍ أجريت حول أمراض الذكورة. وأشار السقا إلى أن خلل الانتصاب قد يكون ناشئاً عن أسبابٍ نفسية، مثل الانفعال والقلق والتوتر والاكتئاب وما شابه ذلك، أو أسبابٍ عضوية خاصة بشرايين الانتصاب أو بتسريب الأوردة أو أسبابٍ تتعلق بأنسجة الانتصاب أو حتى تلك التي تتعلق بوجود خللٍ في هرمونات الذكورة أو خللٍ في الأعصاب الطرفية اللاإرادية، مؤكداً أن الدراسات الميدانية الحديثة أظهرت أن أكثر من 85 في المئة من مرضى السكري يعانون من الضعف الجنسي. وأضاف: «ازداد الوعي الصحي بمشكلة العجز الجنسى في العقدين السابقين، مع تضاعف عدد الأبحاث التجريبية والإكلينيكية، وذلك لاكتشاف المسببات وطرق تشخيص وعلاج هذا المرض، ومع حدوث القفزات العلمية السريعة والنجاحات المتتالية ازدادت الحاجة إلى المزيد من الأبحاث التجريبية والإكلينيكية في هذا المجال. وقال: إن الأبحاث العلمية الحديثة أشارت إلى أن مرض السكري قد يؤدي إلى حدوث خلل في الأعصاب المغذية للعضو الذكري، إذ يؤدي هذا الخلل على المدى البعيد إلى حدوث اضطراب لديناميكية الانتصاب ما قد ينتج منه ضعف في الانتصاب أو ربما عجزٌ تام. وزاد: يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى حدوث تصلب بالشرايين مع تليف وضمور في الألياف العضلية اللاإرادية في العضو الذكري والتي بدورها تؤدي إلى حدوث تسرب وريدي، إضافةً إلى حدوث خللٍ في الدورة الدموية، ما يقلل من التوصيل الشرياني المهم لحدوث الانتصاب واستمراريته. وأكد أن الأبحاث العلمية التي أجراها في السابق ونشرت في المجلات والدوريات العالمية ذات الصلة بالموضوع أكدت أن الإصابة بداء السكري قد تؤدي إلى حدوث خلل في ديناميكية الانتصاب وتغير في أنسجة الجسم الكهفي بالعضو الذكري، ما يؤدي إلى تغيير في التركيب الجزئي للخلايا المسؤولة عن الانتصاب، لتتضافر مع أسبابٍ أخرى تجعل من مرض السكري سبباً مهماً لحدوث الضعف الجنسي. وحذر من أن خلل عملية الانتصاب الجنسي حتى وإن كان لا ينظر إليها باعتبارها حالةً خطرة إلا أنها قد تكون مؤشراً لبداية حدوث مشكلات صحية خطرة، إذ أظهرت الأبحاث الطبية الحديثة وجود علاقةٍ أكيدة بين حدوث ضعف الانتصاب عند الرجال وبداية حدوث مشكلات في القلب والأوعية الدموية، إذ إن الشريان الخاص بعملية الانتصاب يتأثر مبكراً بعوامل الخطورة بدرجةٍ أكبر من تأثر الشريان التاجي، ما يمكّن الطبيب من تدارك الخطورة قبل حدوث مضاعفات أكثر خطورةً على القلب، ناهيك عن الآثار النفسية والاجتماعية السلبية الهائلة التي من الممكن أن يسببها ضعف الانتصاب عند الرجل وتؤثر بشكل مباشر في جودة حياة المريض.